Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

من مذكرات شخص تخطى الثمانين عاما

من مذكرات شخص تخطى الثمانين عاما
كتب في بداية الصفحة ، ربِ إرجعون.

خشيت وأنا صغير أن يقولوا عني شيخا ويضحكون فبدأت أتحدث عن أي شيء إلا الدين ، والآن !

فجِئت بأني لم أترك بيني وبين الله باب مفتوح !

كان من الممكن أن أصوم يومين في الأسبوع ، بمعدل مائة يوم في السنة ،

وكنت حينها أعلم أنني سأكون ممن يدخلون باب الريان فهو للصائمين !

ولكني فهمت مؤخرا ، عندما أصبحت لا أستطيع الصيام.

وأنني لو قرأت يوميا بضع صفحات من القرآن عندما أستيقظ ، وبضع عندما أذهب إلى النوم مواظبًا على ذلك يومًا بيوم !

سأكون من أهل القرآن أهل الله وخاصته ، والآن ضعف بصري !

وأن جملة أستغفرك ربي ، وأتوب إليك ، كانت من الممكن أن تقال بعد كل ذنب ويغفر لي بها ذنوب كثيرة !

ولكني كُنت أستثقلها ، فيضيق صدري.

كُُنت أترك صلاة الفجر وأنا أعلم جيدا أن ترك صلاة الفجر من صفات المنافقين.

ليتني صليت ركعتين القيام يوميا قبل النوم ،
كنت أعلم أنها سترفعني درجات عدة ،

فلو قمت الليل بمائة آية سأكتب من القانتين ، ليتني منهم.

فعندما ذكر الله القنوت ذكر نبي الله إبراهيم عليه السلام ، إنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّه.

ليتني أتقنت الركوع ورددت كثيرًاسبحان ربي العظيم.

ليتني لم أرفع صوتي على أُمي وأَبي ، حتى ذاك الجسر الذي كان من الممكن أن أعبر عليه للجنان قد يكون جسرا إلى النار.

كُنت أتعجب من أبا هريرة عندما بكى خشية من أن يكون صوته أعلى من صوت أمه عندما نادته فقال :

نعم يا أُمي ، بصوتٍ عال وظل يبكي خوفا من الله.

عشرون عامًا ولم أعلم من أي باب سأدخل الجنة ، ثم أربعون عامًا وشغلتني الدُنيا بزينتها.

إقرأ أيضا: كبار السن

ثم ستون وثمانون وسَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني ، وَقُوَتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني.

لم أعد أستطيع ملامسة الأرض في السجود ،
لم أعد أستطيع قيام الليل.

ضَعِف بصري فأصبحت لا أجيد القراءة جيدا ولا أستيطع ترتيل القرآن.

وماتت أمي قبل أن تسامحني !

وتعجلي في الصلاة لا أعلم هل قبلت أم لا !
ولا يوجد من يوقظني لصلاة الفجر ، ولم أعتاد القيام لها.

والآن بعد ثمانين عامًا أتمنى فقط قيام ليلة واحدة يا الله.

أيقنت الآن ، أن الدُنيا مهما عَظُمَت فهي حقيرة فانية،

وأن العمر مهما طال فهو قصير.

ثم كَتَبَ في نهاية الصفحة يا بُني إليك قصتي :

فخذ من الدنيا ما يكفيك ولا تأخذ منها ما يمتعك فتغرك زينتها ،

وحافظ على والديك فبرضاهما تُرزق مفاتيح الجنانِ الثمانية.

صلِّ جيدًا وأعطي السجود حَقّه
واترك لك أثر في الدُنيا فبطيب الأثر سيُذكرك الله بالشهادة كما كُنت تذكر الناس به.

وواظب على نسمات الفجر.

يا بني ، خذ مني وصية الرسول صل الله عليه وسلم والتي لم أكن أعيرها إهتماما ،

لأني كنت وقتها مغروراً بشبابي ومفتوناً بقامتي الصلبة فأغشيت عيناي عن فهم هذا الحديث الذي يقول فيه ،

إغتنم خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ،
وصحتك قبل مرضك ، وغناك قبل فقرك ،

وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?