من هو الصحابي الملقب بالشيطان العاري؟
من هو الصحابي الملقب بالشيطان العاري؟
هل كنت تعلم من هو الصحابي الذي هجم على جيش وحده حتى ظن أعدائه من شدة بأسه أنه شيطان ،
وأطلقوا عليه بالفعل لقب الشيطان عارِ الصدر!
إنه الصحابي الجليل ضرار بن الأزور.
كان ضرار بن الأزور مقاتلاً من الطراز الأول ، شجاعاً مقداماً يخترق الصفوف بلا خوف أو تردد ،
مما جعل سيف الله خالد بن الوليد يعتمد عليه اعتماداً كبيراً في فتوحاته بالشام ،
لدرجة أن أصبح ضرار هو الرجل الثاني في الجيش بعد خالد.
وأما سبب اللقب الغريب الذي أطلقه عليه أعدائه ، فكان في معركة أجنادين بين المسلمين والروم ،
وكان عدد الروم 90 ألف مقاتل ، بينما عدد المسلمين يقارب الـ 30 ألف مقاتل فقط.
وتميز ضرار في هذه المعركة فأحدث مقتلة عظيمة في صفوف الروم على الرغم من تفوقهم العددي ،
وفي أثناء المعركة ومع اشتداد الحر خلع ضرار بن الأزور درعه وقميصه لكي يستطيع التحرك بخفة ،
فما إن رآه الأعداء عاري الصدر حتى قالوا هذه هي الفرصة التي لن تعوّض لنقتل الرجل الذي أزعجنا منذ بداية المعركة ،
فهو الآن بلا درع يحميه ، فتجمع عليه الجنود حتى كاد لا يرى ، فقتلهم جميعاً بلا استثناء.
وخرج من بينهم بلا خدش ، فأطلقوا عليه لقب الشيطان عاري الصدر ، وانتشرت هذه الأسطورة في صفوف الأعداء بسرعة رهيبة ،
بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى ،
وأصبح بعد ذلك يقاتل عاري الصدر متعمداً ليرهب الأعداء ،
فما أن يروه حتى يفرون من أمامه قائلين جاء الشيطان عاري الصدر.
جاء الشيطان عاري الصدر في تلك المعركة ، معركة أجنادين وصل ضِرار رضي الله عنه إلى قائد الروم”وردان” ،
وعرفه من تلقاء نفسه أنه الشيطان عاري الصدر.
فدارت مبارزة قوية بينهما فاخترق سيف ضرار صدر (وردان) وأكمل السيف المهمة فقطع رأسه.
إقرأ أيضا: أبو أمامة الباهلي وإسلام قومه
عاد ضرار برأس (وردان) إلى المسلمين عندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات التكبير الله أكبر الله أكبر.
في حصار دمشق دخل ضرار بن الأزور على جيش الكفار وأخذ يقتل فيهم يمنى ويسرى حتى خافوا ،
ولم يستطيعوا أن يقاتلوه وجها لوجه.
فأخذوا يضربوه بالسهام من بعيد اتخذوا أسلوب الجبناء في القضاء على ضرار
حتى سقط أسيراً للروم الكفار.
أرادوا أن يأخذوه حياً إلى الإمبراطور الروماني “هرقل” ليقدموه هدية ،
وأي هدية يقدموا له “الشيطان عاري الصدر” على حد قولهم ليقتله بنفسه.
ولكن هيهات لقد أنقذه المسلمون ولو تعرفون من أنقذه لأصابكم الذهول!
قدم خالد بن الوليد رضي الله عنه بجيش كامل يساند جيش المسلمين ويحاول إنقاذ ضرار ،
وإذ في الجيش منظر شاب ملثم الوجه لا يُرى إلا عيناه ، شاب رائع.
أخذ يهجم وحده على الكفار يقتل منهم وينسحب حتى جُن جنون الروم ، أقتلوا هذا الفارس.
أخذت كتيبة تلحق خلف هذا الفارس ، فاستدرجهم حتى ذبحهم كلهم.
وذهب له خالد ابن الوليد لقد ملأت قلوبنا اعجابا أيها الشاب ، ففقل لنا من أنت؟
نظر إليه الفارس دون أن يجيب وانطلق يغير مرة أخرى على الكفار قتل فيهم وذبح فيهم ،
وهنا أمر خالد بالهجوم الشامل من جيش الإسلام على جيش الكفار ،
وأصر خالد من أنت أيها الفارس فوالله لنكرمك.
وهُنا كاد يُغمى على خالد ابن الوليد عندما سمع ذلك الصوت ،
الصوت ، صوت فتاة!
خلعت قناعها وإذ هي خولة بنت الأزور
أخت الفارس عاري الصدر ضرار ابن الأزور ،
وأخذت تسترجي خالد أن يسمح لها بالقتال في جيش لا تقاتل فيه النساء!
ولكن هذه الفارسة المغوارة من هذه العائلة الجبارة عائلة الأزور عائلة الفروسية ،
وأنقذت أخاها من بين أيدي الكفار وعادت به إلى المسلمين.
وصُنفت خولة بنت الأزور كأشجع إِمرأة في التاريخ الإسلامي رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم.
فتاريخنا الإسلامي أحق بأن نفتخر به.