قصص منوعة

نظرة

نظرة

توقف بسيارته في إشارة المرور ، منتظرا أن يرى الضوء الأخضر ليواصل طريقه للبيت.

يشعر بإرهاق شديد ، جراء عمله المتواصل طوال اليوم.

نظر لساعته ، إنها تقترب من السابعة والنصف ، يمني نفسه بالوصول سريعا ، ليحصل على قسط كبير من الراحة.

ألقى نظرة عابرة على السيارة المتوقفة بجواره في الإشارة ، ما أن وقعت عينيه على تلك الفتاة الجالسة خلف عجلة القيادة ،

حتى تنبهت حواسه دفعة واحدة ، إتسعت عيناه ، بعدما كانتا تغلق رغما عنه من التعب.

تمتلك عينان زرقاوان ، إستطاع تمييز لونهما رغم بعد المسافة بينهما ، ذات وجه ملائكي.

بمجرد النظر إليه تشعر وكأنك تنظر ل(فينوس) آلهة الجمال.

من النظرة الأولى تشعر أنك رأيتها من قبل أو أنك تعرفها منذ زمن ، شعرها الأشقر الذي يطل على إستحياء من تحت غطاء الرأس الذي ترتديه ،

أكسبها سحرا جديدا يضاف لسحر عينيها.

لم يتصور وجود فتاة بهذا القدر من الجمال ، أطال النظر إليها ، إرتسمت على شفتيها إبتسامة رائعة ،

لم يصدق عينيه ، هل ما رآه حقيقة ، أم خيل إليه.

إقرأ أيضا: أخبرني أنه يحتاج أن أثبت له حبي بأن أجعله يمتلكني

شعر بدقات قلبه تتسارع ، إبتسامة جمعت كل جاذبية الدنيا ، أطال النظر إليها ، نظرت إليه بدون قصد ،

حول نظرة بعيدا عن عينيها ، حتى لا تلاحظ إنه يسترق النظر إليها ، لم يستطع أن يبعد عينيه أكثر من ذلك.

عاد ينظر إليها مجددا ، تلاقت عيونهما لثانية ، أدارت عينيها لتنظر أمامها مجددا.

شعر وكأنه يذوب أمام نظراتها ، كأنها ساحرة سلبت روحه ، بمجرد النظر لعينيها أصبح ملكا ليديها.

هو الذي أشتهر بين أقرانه بعدو المرأة ، لم تستطع أي فتاة لفت إنتباهه مهما بلغ جمالها.

ها هو في بضع ثواني تتهاوى حصونه المنيعة وقلاعه الشامخة التي ظلت طوال سنوات عمره الماضية تدافع بكل بسالة عن قلبه ،

ليجد نفسه أسير لذلك الجمال الذي لم يرى له مثيلا من قبل.

تجذبه إليها بكل بقوة ، كصياد محترف أمسك بفريسته ، ويسحبها نحوه بكل ثقة.

1 3 4 10 1 3 4 10

تمنى لو أن الزمن توقف عند تلك اللحظة التي تلاقت بها عيونهما ولا يتحرك أبدا.

وتمنى لو إستمع لصوت حديثها ، وسمع رنين ضحكتها ، التي رأها قبل قليل.

تمنى لو أعادت النظر إليه مرة أخرى ، لينهل من جمال عينيها ما يشبع روحه العطشى التي أمتلكتها.

لم تنتبه إليه ، كأنها ملكة تتفقد رعيتها تنظر نظرة واحدة للمتواجدين ليخروا صرعى أمامها ،

ساحرة جاءت من الماضي السحيق لتعيد النبض لقلبه الذي ظل جامدا كالصخر لسنوات طويلة.

لم تقوى أي أنثى على الإقتراب منه أو الدخول إليه ، حتى جاءت هي في لحظات قلبت الموازين ،

إقتحمت حصونه بكل سلاسة وسهولة ، تسللت ببراعة لداخله ، بدون أدنى مقاومة منه ،

رفعت راية إنتصارها على قلبه ، في معركة لم تكلفها أي مجهود.

إنتبه للسيارات تأتي من خلفه ، تحسه على التحرك نظر للإشارة ، وجدها خضراء ، تقدم ببطئ وهو ينظر إليها نظرة أخيرة ،

إنطلقت مسرعة بسيارتها ، تاركة إياه في حيرة كبيرة ، لا يدري أين الطريق للخروج من تلك النظرة التي أوقعته بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?