نهى النبي صل الله عليه وسلم عن النَّذْرِ
نهى النبي صل الله عليه وسلم عن النَّذْرِ ، وقَالَ : إنَّه لا يَرُدُّ شيئًا ، ولَكِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ.
النذر هو إيجاب المرء فِعلَ أمْرٍ على نَفْسِه لم يُلزِمْه به الشَّارعُ ، كأنْ يقولَ الإنسان :
علَيَّ ذَبيحةٌ ، أو أتَصدَّقُ بكذا إنْ شَفَى اللهُ مَريضي ؛ فهو في صُورةِ الشَّرطِ على اللهِ عزَّ وجل.
نهى النبي صل الله عليه وسلم عن النذر ، وعلل نهيه بأنه لا يأتي بخير ؛
وذلك لما يترتب عليه من إيجاب الإنسان على نفسه شيئًا هو في سعة منه ، فيخشى أن يقصر في أدائه ، فيتعرض للإثم.
ولما فيه من إرادة المعاوضة مع الله تعالى في التزام العبادة معلقة على حصول المطلوب ، أو زوال المكروه.
وربما ظن والعياذ بالله أن الله تعالى أجاب طلبه ؛ ليقوم بعبادته.
لهذه الأسباب وغيرها ، نهى عنه النبي صل الله عليه وسلم إيثارا للسلامة ،
وطمعا في جود الله تعالى بلا مقابل ولا شرط ، وإنما بالرجاء والدعاء.
وليس في النذر فائدة ، إلا أنه يستخرج به من البخيل ، الذي لا يقوم إلا بما وجب عليه فعله وتحتم عليه أداؤه ،
فيأتي به مكرها متثاقلا ، فارغا من أساس العمل ، وهي النية الصالحة ، والرغبة فيما عند الله تعالى.
فوائد من الحديث :
يكره النذر للمسلم للحديث ، لكن إذا نذر طاعة وجب عليه الوفاء بالنذر ؛
لقول النبي صل الله عليه وسلم : «من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه» متفق عليه .
العلة في النهي
(أنه لا يأتي بخير ) لأنه لا يرد من قضاء الله شيئا ؛ ولئلا يظن الناذر أن حصول طلبه كان بسبب النذر ، والله تعالى غني عن ذلك.
وجوب الوفاء بالنذر إلم يكن معصية.
إقرأ أيضا: كان يقبع في محبسه والأغلال في قدمه
أن ما يبتدئه المكلف من وجوه البر أفضل مما يلتزمه بالنذر.
الحث على الإخلاص في أعمال الخير.
ذم البخل ، وتحذير المسلم منه.
المصادر :
الراوي : عبدالله بن عمر.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.