نحو حياة أفضل

ها قد أتى رمضان يا صاحبي

ها قد أتى رمضان يا صاحبي

السلام عليك يا صاحبي : ها قد أتى رمضان ، وأنتَ المثخن بالذنوب والندوب ، فرمم ثقوب قلبك ،

واجبر كسر روحك ، وأنخ بباب ربك مطاياك ، وقُلْ له : عبدكَ المسيءُ قد عادَ إليكَ ، أشقاه البُعدُ عنك ،

وقسمت ظهره المسافات ، يا الله : لكَ عبادٌ غيري وليس لي رب سواك ،

أنتَ جاهي وإتجاهي ، وقبلة روحي ، فافتحْ علي فتوح العارفين ، واقبلني في التائبين ،

واكتبني في القائمين ، واحشرني مع الصائمين!

ها قد أتى رمضان يا صاحبي :

الشهر الذي تظمأ فيه الحناجر وترتوي فيه القلوب ، وتفرغ فيه الأمعاء وتمتلىء فيه الأرواح ،

ويوهنُ فيه الجسد ويقوى فيه الإيمان ، وتفتر فيه الحركة وتشتد فيه العقيدة!

فجدِّدْ إيمانكَ يا صاحبي ، فليس لله حاجة في ترك طعامنا وشرابنا ، ولكنه يُرسل إلينا رمضان ليُنقينا ،

ويغسلنا من جديد لنكون لائقين به ، فلا يكن حظك منه إلا الجوع والعطش!

رمضان ليس حِميةً غذائية ، على خطى الرسول صل الله عليه وسلم راحُكَ ومُستراحُكَ ،

وأنت الدامي من مشقة الطريق ، فألق عند اللهِ رحلك!

فإنكَ من اللهِ ، ومع الله ، وإلى الله!

ها قد أتى رمضان يا صاحبي :

فإن أنهككَ الجوع ، وأضناكَ العطش ، فتعز بأولئكَ الذين فوق جوعهم وعطشهم حملوا السيوف ،

ووضعوا الأرواح على الأكُفِّ ، وباعوا الدَّمَ لله ، ليبقى لنا رمضان!

رمضان غزوة بدر حيث سل الإسلام سيفه لأول مرَّةٍ دفاعاً عن القرآن ،

وسيبقى هذا السيف مسلولا حتى يقاتل آخر هذه الأمة الدَّجال!

إقرأ أيضا: صليت في مسجد وصلى بجانبي طفل لطيف

رمضان فتح مكة ، والمدينة التي إستعادت هويتها أخيرا ، عاصمة التوحيد!

1 3 4 10 1 3 4 10

واذهبوا فأنتم الطلقاء ، وبلال على ظهر الكعبة يُعلنها ملء الكون أن الله أكبر!

رمضان القادسية ، سعد بن أبي وقاص وأبو محجن ، وعمر بن الخطاب يسأل بعدما بُشِّرَ بالنَّصر : كم إستمر القتال؟

فقالوا : من الفجر حتى العصر.
فقال: سبحان الله ، لا يصمد الباطل أما الحق كل هذا ، لعله بذنب أذنبتموه أنتم أو أنا!

رمضان بلاط الشهداء ، وعبد الرحمن الغافقي على بعد سبعين كيلومتراً من باريس ،

يقول : اللهمَّ خُذْ من دمي حتى ترضى!

رمضان فتح عمورية ، المعتصم والجيش الذي سار غاضباً لعرض إمرأةٍ واحدة ، فاللهمَّ أَرْجِعْ لنا عزَّتنا!

رمضان عين جالوت ، المظفر قطز والمغول ، حيث صام المجاهدون في الأرض وأفطروا في الجنة!

رَمضان معركة شقحب ، إبن تيمية وإبن القيم في الصف الأول من المعركة

حيث لا يُغني الحِبر عن الدم ، ولا الفقه عن الجهاد!

ها قد أتى رمضان يا صاحبي :

إنه مصفاة القلوب ، فنَقِّ قلبك ، وإياكَ أن تخرج منه بنفس القلب الذي دخلته فيه!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?