هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون
في الحقيقة أن شبكات التواصل الإجتماعي أسقطت هيبة المنكر حتى في قلوب بعض أصحاب القيم والمبادئ.
تمر الراقصة ولا يَكتَرِث ، وتمر صورة هابِطة ولا يَغُضُ بصره ، ويمر فيديو فاضح ولا يهتم.
منکرات كثيرة استساغها القلب بِسببِ كثرَة المُرور والإطلاع ، تنَازُلاتٌ تَتبَعُها تَنازلات ، وقَسوَة تعقبها قسوة.
فمن نقلات إبليس الذكية وحركاته الناجحة أن يجعلك تستهين بذنوبك وتحتقرها ،
فهذه صغيرة ، وهذه غير مهمة ، وهذه لن يحاسبني الله عليها ، هذه من اللمم.
وهل معقول أن نُعاقَب على هذه؟
الزمن تغير والله سيتجاوز بالتأكيد عن ذنوبنا.
أنا أحسن من غيري بكثير.
فلا تكن ساذجاً وتصدقه ، فتألف المعصية وتجدها في بيتك ولا تحرك ساكنا.
ويبدو أن كثرة مشاهدة مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل ، جعلنا نعتاد محرمات سيسألنا الله عنها يومَ الحساب.
صار الرجال يشاهدون النساء بكامل زينتهن ، وكشفٍ لعوراتهن بحجة أنه مقطع مضحك أو غريب أو حتى مفيد.
وكذلك النساء قد يشاهدن في بعض المقاطع عورات كاملة لغيرهن من النساء أو الرجال ،
كل ذلك تحت مسمى :
مقطع غريب ، مقطع مضحك ، فيه فائدة أو معلومة مهمة ، أو غيره من العناوين اللامعة.
ومما يحزن كل غيور أن تعرض مثل هذه المنكرات وغيرها في بعض المجموعات التي يشارك فيها الشباب والفتيات من الأقرباء ،
أو الأصدقاء ويكون فيها بعض الفيديوهات والنكت والفكاهات الملغمة بالرذيلة والفحش ،
فيألفونها ويضحكون لها وينشرونها فيما بينهم ، فتموت الغيرة والفضيلة وينتحر الخجل والحياء بينهم.
إقرأ أيضا: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
فلعلنا أن نقف الآن ونتناصحَ فيما بيننا ولا نُجامل في دين الله تعالى.
ونعوذُ بالله من استمراء المعاصي واستحلال المحرمات واعتيادها.
يقول الله عز وجل : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا }.
