هل أتاكم نبأ هبار بن الأسود الذي بلغ من سواد قلبه

هل أتاكم نبأ هبار بن الأسود الذي بلغ من سواد قلبه وشدة حنقه على النبي صل الله عليه وسلم ،

أنه هو وصاحب له لقيا زينب بنت رسول الله صل الله عليه وسلم على بعيرها فقاما بضرب بعيرها ،

فهوت زينب وكانت حاملا فأسقطت جنينها.

فلما بلغ النبي صل الله عليه وسلم ما فعل بابنته أمر بحرقه بالنار هو وصاحبه هذا ،

ثم إن النبي صل الله عليه وسلم قال بعد ذلك : ( لا يُعذِّبُ بها إلَّا اللهُ ولكِنْ إنْ لقيتُموهما فاقتُلوهما)

هبار هذا أدركته رحمة الله بعد ذلك فأسلم!
بل وشارك في فتوح الشام وأبلى في الإسلام بعد ذلك بلاء حسنا!

وهل سمعتم عن قيس بن عاصم المنقري أول من وأد البنات حتى أنه وأد بيده ثماني بنات من صلبه ،

واعترف بذلك للنبي صل الله عليه وسلم؟!

هذا أيضا أدركته رحمة الله فأسلم ، وحسن إسلامه حتى قال عنه رسول الله صل الله عليه وسلم : ” هذا سيد أهل الوبر ” .

بل إنه قد بلغ من علو قدره أن قال فيه الشاعر يوم مات :

فما كان قيس هلكه هُلكُ واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما

وهل أتاكم نبأ عدو المآذن في سويسرا دانييل ستريتش ،

والذي كان يكره الإسلام كرها يملأ ألف قلب حاقد ، أدركته رحمة الله هو الآخر فأسلم!

ذلك الرجل الذي بلغ من شدة نقمته على الإسلام أن قال أحد الدعاة في سويسرا حين بلغه نبأ إسلامه :

لقد كان إسلامه اليوم كإسلام عمر بن الخطاب بالأمس!

غاب ستريتش هذا أياما ثم خرج على قومه بعد هذا الغياب يقول :

وجدت الكثير من الأجوبة عن الأسئلة التي ظللت أطرحها على نفسي منذ سنوات طوال ولم أجد لها جوابا في المسيحية.

إقرأ أيضا: خواطر من وحي ذكرى غزوة بدر

وهل أتاك نبأ المئات بل الآلاف من قساة القلوب غلاظ الأكباد قديما وحديثا ممن أدركتهم الرحمات قبل الممات؟!

جميعهم يبرهنون على أن رحمة الله لا حدود لها ، وأن هداية الله لا تحدها حدود ،

وأن نور الله قادر على إختراق كل الحجب ، وأن يد الهداية تطال أي قلب.

وما علينا إلا أمران : أن نطمع في الرحمة مهما بلغت معاصينا ، ولا نيأس منها لغيرنا مهما بلغ إسرافهم على أنفسهم ،

وأن نبذل جهدنا في البلاغ ، وعيوننا على رحمات الله الواسعة لا على صدورنا البخيلة الضيقة.

فما أقعد الداعي شيء أشد من اليأس ، وما آذى المدعو شيء أعظم من القنوط ،

وعلى حين غفلة من يأس هذا وقنوط ذاك يقذف الله أنوار هدايته في قلوب ملايين العصاة!

فهو القائل : ورحمتي وسعت كل شيء.

Exit mobile version