سؤال وجواب

هل النزوات تغفر ؟

هل النزوات تغفر ؟

قالت و في صوتها بحةُ بكاء : لا امرأة في العالم ستحبه كما أحببته أنا ، حتى أمه لم تفعل ، ومع ذلك خانني .

حاولتُ اقناعها أن ما حدث كان نزوةً قصيرةً خادعة و أن لها في قلبه من الحب ما يكفي ليصدقه كل من درى عنه !

لكنها كانت مصرة بكلامها قالت : لا تزالُ خيانته نصب عيني مهما حاولتُ إغلاقهما ، أشعر أنه ملطخٌ بالإثم ، كمن أحاطت به خطيئته.

كان واضحاً عليها رغبةٌ جامحة بأن تبكي ، لكنها وكما عهدتها مُعاندةٌ مكابرة ،

فقالت ضاحكة كمن يخفي دموعه : أتعلم؟ ليت عمره توقف هناك ، ليته مات !

رجوتُ مواساتها : ذكرتها بماضيه معها ، كم أحبها هذا الرجل ، كأنّ لعنة أبدية أصابته
ذكرتها بما أعرفهُ عن علاقتهما ،

مغامرات رومانسية ، هدايا ، و رسائل ورقية
كحبٍ عتيق ،

لكن ، على ما يبدو لم يزد ذاك الأمر إلا توجعاً
فهي لم ترد بأكثر من كلمة : لكنه خان !

و في وسط الحديثِ عنه ، خانتها دموعها ، وبكت كثيراً ، عن لوعة سنين ، وبوسط نوبتها تلك قالت :

(أنا لم أكرهه ، لم تغيرني صدمتي به ، لا زال هذا القلب له ، والذي وضعه بقلبي وحدهُ قادرٌ على انتزاعه من أحشائي ،

لكني خُذلت في موضع طمأنينة ، كواثقٍ بالرامي أنه سيصيبُ التفاحة التي على رأسه فأصاب بالسهم جبينه !

و إن كانت نزوة ، صعب أن أراهُ غريباً إلى ذلك الحد ، هو ذاته هنا ، لكن من أحببته رحل

أرى خيانته في بريق عينيه ، في نبرة صوته ، و في صمته حتى!

ما كرهته لكنني لم أعد أحبه ، لا يزال وجهتي لكنني لم أعد اقفز فرحاً كلما رأيته كما فعلتُ عمراً .

أريدُ أن أغفر لكنني لم أنسى ،
أريد فقط أن أنسى.

إقرأ أيضا: الساق الذهبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?