مقالات منوعة

هل في منزلنا ضيوف أم هم معاقين

هل في منزلنا ضيوف أم هم معاقين

مشهد يتكرر في كل بيت : شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه.

يستيقظ صباحا ويترك فراشه دون ترتيب ، فالأم ستتولى ذلك.

ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن ، فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة.

يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده ،

لا يتعب نفسه بغسل كوب أو صحن ، فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا.

يذهب لمدرسته أو جامعته ويعود لينام أو يسهر على مواقع التواصل ، أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد.

يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن يأخذ بريك ويمد يده ليأكل ،

جزاه الله خيرا على ذلك ، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب.

وأحيانا في أوقات فراغه قد يتكرم في الجلوس مع بقية أفراد أسرته ،

لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضرا وقريبا من أصحابه ،

الذين يقضي معهم جل أوقاته حتى لا يفوته لا سمح الله تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون.

صاحبنا هذا لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل.

يترك المكان في فوضى ويزعل إن لم يعجبه العشاء وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مر السحاب ،

طبعا التصليحات مسؤولية والده أليس كذلك ، والتنظيف والترتيب مسؤولية أمه فقط.

تفكرت فيما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة : أظن أننا نجحنا في خلق جيل معوق
نعم جيل معاق وبتفوق.

لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله.

لا يساعد ولا يساهم ولا يتحمل أية مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الكلية ، وحتى بعد حصوله على الوظيفة.

هو وهي يعيشان في بيت والديهما كضيف ،
ولا يعرفان من المسؤولية غير المصروف الشخصي ، ورخصة قيادة السيارة.

إقرأ أيضا: الأبناء ذكروا في القرآن بأوصاف مختلفة

ويبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات عن البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد.

1 3 4 10 1 3 4 10

فالوالدان (لا يريدان أن يتعبوا الأولاد).

تقدير وتحمل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك ، لا تخلق فيهم فجأةً ،ولا حتى بعد الزواج.

لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهليهم إلى بيت الزوجية
وأي ثقافة تلك ،

ثقافة الإعاقة ، الإتكالية.

وبالتالي جيل لا يعتمد عليه أبدا في بناء بيت أو أسرة أو تحمل مسؤولية زوجة وأولاد ،

فهل هكذا تأسست أنت أو أنت في بيت أهلك
وإن كان نعم فكيف هي نتائج تأسيسك؟

عزيزي ولي الأمر : أن تعود إبنك أو إبنتك على تحمل بعض المسؤوليات في البيت يساعد في بناء شخصيته وبناء جيل مسؤول إجتماعيا.

تحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلا.

ويساعدك أنت في الإعتماد عليهم ويساعدهم هم في التفكير بالآخرين ،

ما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديرا وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن ثم وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلا.

في حين إتكالهم عليك أو على الخادمة يجعلهم أكسل وأضعف وأكثر سطحية ولا يعدهم للمستقبل.

بل كيف لشخص إتكالي أن ينشىء أسرة مستقلة ومستقرة؟

وبعدها نتساءل عن ارتفاع معدلات الطلاق في جيل اليوم وليش ما عندهم صبر!

الحمل والولادة شيء فطري ، لكن أن تجتهد لأسرتك وأن تتحمل مصاعب الحياة ،

ذكرا أم أنثى هذه مهارة يجب إكتسابها من الوالدين أولاً.

وأخيرا أيتها الأم وأيها الأب : إن لم ترب إبنك على تحمل المسؤولية في منزلك ، ستعلمه الدنيا.

لكن ، دروس الدنيا ستكون صادمة ومتأخرة وأقل حنانا وأكثر قسوة منك.

فأعنه عليها ولا تكن عونا عليه فيها ، لا تنشىء إبنك أو إبنتك ليكونوا ضيوفا في بيتك بل ربهم ليكونوا عوناً لك ،

فاعلين في بيتك وثم في بيوتهم ومجتمعهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?