همسة السحر
همسة السحر
ليس السجود هيئة ، إنما السجود معراج العارفين.
السجدة التي يحضر فيها قلبك ، لا ترفع منها رأسك ، حتى تسد جوع روحك.
تلك الأسرار التي في صدرك أنثرها على سجادتك.
في السجود أنت تهبط إلى الأرض ، ولكنك في الحقيقة أن قلبك وروحك تصعد إلى السماء.
اللهم ارزقنا سجود القلب مع الجسد ، فإن القلب إذا سجد ، إقترب وارتفع.
«واسجد واقترب»
حتى إذا سَجدَ ووضعَ جبهته على الأرض وما يتبعها من أعضاء ؛ إرتقى بأشواقِه في معارج الروح إلى منازل المحبة!
ولا يزال يرتقي ما دام ساجدا ؛ حتى يكون قريبا ، قريبا من مشاهد الجمال والجلال!
هنالِك تتدفق عليه شلالات الرحمة بالرضا والغفران ، فتتناثر ذنوبُه من فوقِ رأسِه ،
وتتساقطُ عنه الهمومُ والأحزان كما تتساقَطُ أوراق الشجر!
ويشهد في دعائه قضاء حاجاته ، وانكشافَ همومِه ، وذهابَ أحزانِه ، وانفراج كُروبِهِ وضائقتِه.
فلا يخرج من صلاته تلك ، إلا وقد إمتلأ قلبه سكينة ويقينًا !
أسأل الله أن يعطيكم أطيب ما في الدنيا [ محبة الله ] ، وأحسن ما في الجنة [ رؤية الله ] ،
وأنفع الكتب [ كتاب الله ] ، وأن يجمعكم بأبر الخلق رسول الله.