نحو حياة أفضل

هناك صفات ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها

هناك صفات ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها

الحب : على طالب العلم أن يحب الناس ، ويتمنى لهم الخير ، ويدعو لهم بالهداية ، ويبيِّن لهم الحق ،

ويرشدهم إلى الصواب ، وإلى الطريق المستقيم ، فيعبدون الله على بصيرة ، وينجون بإذن الله من عذاب الله يوم القيامة.

وعلى طالب العلم أيضا أن يبذل كل ما في وسعه ؛ ليحبه الناس ،

فإذا أحبَّه الناس إستطاع أن يوصل إليهم ما يريد من فروع العلم ،

وإذا أراد طالب العلم أن يحبه الناس ؛ ليأخذوا عنه علمه بقبول ، فعليه أن يقول لله ، ويتعلَّم لله ، ويعلم الناس لله ،

ويعمل لله ، ولا يبتغي إلا وجه الله ، وليبحر بسفينة السعي والإقدام في بحر العلم ، ويحمل في يمينه التقوى ،

وفي يساره العلم ، فإذا فعل ذلك أحبه الله ، ونادى جبريل أن يحبه ثم جعل له القبول في الأرض.

وعلى طالب العلم أن يبين الحق للناس ، ولا يكتمه ولا يكون سلبيا ،

بل يكون إيجابيا قولا وفعلاً لأهل حيّه ووطنه في كل ما يحتاجون ، فيصير محبوبًا عندهم بإذن الله.

الإخلاص : إن أهم ما يجب أن يتحلى به طالب العلم الإخلاص ؛

فأي عمل صالح لا يكون مقبولا عند الله تعالى إلا إذا توفر فيه شرطان :

أن يبتغي به وجه الله تعالى لا أن يبتغي به حصول المدح عند الناس ، فيُقَال عنه عالم ؛

لأنه صح عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال :

(إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل اسْتُشْهِد ، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن ،

فأُتِي به فعرَّفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها؟

قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ،

قال: كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ؛ ليُقال: عالم ، وقرأت القرآن ؛ ليُقال : هو قارئ،

وفقد قيل ، ثم أمر به ، فسُحِب على وجهه حتى أُلْقِي في النار) ؛ رواه مسلم.

والله تعالى لا يقبل أي عمل أشرك فيه معه غيره.

1 3 4 10 1 3 4 10

على طالب العلم أن لا يكتم علمه ، فإن من علم من العلم شيئا ثم كتمه عن الناس مع حاجتهم إليه ،

فقد إرتكب ذنبا عظيماً لقوله تعالى :

إقرأ أيضا: جددوا العهد مع ربكم وشدوا العزم على الإستقامة

(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).[البقرة:159]

وهذه الآية وإن نزلت في اليهود فإنها عامة في كل كاتم ، إذ العبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب.

وقد نص العلماء على أن الكتم الملعون صاحبه على نوعين :

تارة يكون بمجرد إخفاء المعلوم وستره مع مسيس الحاجة إليه وتوفر الداعي إلى إظهاره.

وتارة يكون بإزالته ووضع شيء آخر موضعه.

ولقوله صل الله عليه وسلم : من سئل عن علم وكتمه ، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة.

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة وغيره.

وقوله أيضا : بلغوا عني ولو آية “. رواه البخاري.

فالحاصل أن من علم من دين الله شيئا ، فإنه يجب عليه أن يعلمه لكل من كان ذا حاجة إليه ،

سواء تعلمه في الأصل لمجرد أن يعمل به أم لا؟

ثم ننبه السائل إلى أن بث العلم من الأعمال التي لا تنقطع بموت صاحبها ، فيظل أجره سارياً عليه ما دام هنالك من يعلمه أو يعمل به ،

لقوله صل الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان إنقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” . رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

قال الله سبحانه:
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]

قال النبي صل الله عليه وسلم : الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟

قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. أخرجه مسلم في صحيحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?