هون عليك فما هي إلا دنيا
هون عليك فما هي إلا دنيا
عبيدة بن الجراح مواسيا عمر بن الخطاب قائلا : يا عمر ، إنما هي أيام ونمضي ، لا تحزن
فبكى عمر وقال :
” كُلنا غَيّرتنا الدُّنيا إلّا أنتَ يا أبَا عُبيدَة “.
الحمد لله أنها دنيا وستنقضي.
والحمد لله أنها ليست دارنا ولا دِيارَنَا ، وأنّ المُستقر بجوار رَبِّ العَالمين.
الحمد لله أنها دنيا وسَتنقضي ، وعسَانا في الجنة نأنَس ويُؤنَسُ بنا.
كل ما فيها متعب ، وكل من فيها متعب
لبَّيك إنَّ العيشَ عيش الأخرة ، عسانا في الجَنَّة نأنس ويؤنَس بنا.
حسبُنا أنَّنا نؤجر حتى على الهم والحُزن الذي يُصيبنا.
فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صل الله غليه وسلم قال :
ما يصيب المسلم من نَصَب ، ولا وَصَب ، ولا هم ، وَلا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ،
حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه[البخاري].
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير [مسلم] ، فهو الذي يحتسب ، وهو الذي يرجو ما عند الله.
وأما الكافر فإنه وإن حصلت له سلوة فهي كسلوة البهيمة ، لا يرجو ما عند الله ،
والكفار أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيد.
حسبُنا أنَّ التعب في أمرٍ ما سنُلاقيه غدا في ميزان حسناتنا بإذن الله لولا التَّصبُّر بالآخرة ورؤية الرحمن والجِنان ،
ولقاء العدنان صل الله عليه وسلم لانخلعت الأكباد عند الإبتلاءات.