مقالات منوعة

هو أقاربي وجاري وشريكي في بعض من ذكريات طفولتي

هو أقاربي وجاري ، وشريكي في بعض من ذكريات طفولتي ،

يصغرني بخمسة أعوام أو أقل ،
رجل بسيط بكل ما تحمله الكلمة من عفوية ورقة !

أب لطفلين ، إبنة سماها على إسم أمه إخلاصاً لها ،
وطفل على إسم أخيه الشهيد!

أصابه سرطان شرس ،
أنا لا أعلم حتى كم عاماً مرّ وهو يعاني ؟

في آخر فرصة إلتقيته بها ،
كان يضحك على وضعه بازدراء مليء بالألم ويقول (أدعي بس أولادي ما ينحرمون من كلمة بابا)

واساه الجميعُ سواي ، فأنا لم أستطع أن أوهمه بالأمل.
فلا شيءَ أقسى من أن يقتلك الأمل.

أخبرته فقط أن هذا الألم يغسل ذنوبك
وأن هذا العمر مهما طال ، منصرم زائل.

اليوم مات
مات بطريقة باردة ، منشور مفاجئ على الفيس بوك ، إنتقل سيف إلى رحمة الله!

دون أن يخبرونا بوصيته بمراسيم وداعه ، بآخر من كان معه و من عاش معه أنفاسه الأخيرة.

من لقنه الشهادتين؟
هل أعطوه آخر جرعةَ مسكن ليتركوه يموت بسلام ؟

لم يقولوا لنا هل قبّلته إبنته الصغيرة قبلتها الأخيرة ؟ تلك الفتاة ذات الظفيرتين غامقتا السواد.

هل أخبر أحد إبنه أن أباه رحل دون عودة ؟
هل أخبر زوجته أنه يحبها ؟
الوداع فقط !

عظم الله أجرنا بك صديقي ، ليتني أبكيك بقصيدة جزلة ، أو بخاطرة أفصح
لكن قلبي هنا رثاك لا قلمي ،

ترحموا عليه و على تلك النفوس الطيبة التي ضمتها جنبات القبور.

إقرأ أيضا: الإيحاء الذاتي ونظرية البذرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?