هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ : رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.
فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ
[ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ ] بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ
وَسَيِّدًا .. وَحَصُورًا .. وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ.
فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ !
ثمّةَ من يُتقنون الدّعاء بكثافة ؛ حتى تَتنادى لدموعِهم ملائكة العرش ، فتتنزَّل عليهم الرَّحماتِ.
طلبَ ولدًا فمنحهُ [ حنانًا ].
طلبَ صبي يحمل الرّسالة مِن بعدهِ ، فرزقهُ نبيّا.
لم يذكُر مواصفات لهذا الصّبي سوى أن يكون طيِّبًا ، فمنحُه الله سَيِّدًا ، وَحَصُورًا ، وَآتَاهُ الْحُكْمَ وهو لازال صبي.
وَزَكّاه ، وَكان بَرًّا بِوَالِدَيْهِ ، وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا ، وكان تقيًّا.
وَألقَ عليٌه سَلامٌ يَوْمَ وُلِدَ ، وَيَوْمَ يَمُوتُ ، وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا.
تسألني عن الأسباب الّتي كانت في يده وهو في ساحة الدُّعاء ، أقول لَك :
لا شيء ، فقد وهَنَ عظمه ، وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ، وَكَانَتِ امْرَأَتِه عَاقِرًا.
كل الأسباب التي فعلها : دخل على الكريم ورفع كفّيه وقال :
إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ولَن تردّني ، ولم أكُن بدعاءكَ شقيًّا قطّ.
أوَما بَلغَك ، أنّ لكَ ربّ يستحي أن يردّك خائبًا بعد أن تتضرع إليه؟!
فاللهُ يُمهل عبده للدعاء ولا يُهمل فرجه ، فمَا بين زمنِ الإبتلاء وزمـَنِ التّمكين ؛ { إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}.