وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
يقول الحق تبارك وتعالى : أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ *
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
عباد الله شُدوا الرِّحال ، فقد قرُب الإرتحال ، وأصلحوا الأعمال ، فقد قرُبت الآجال ، وأعِدُّوا الجواب فستسألون ،
فبينما المرءُ مغرورٌ بتقلُّبِه ، مغمورٌ بتكسُّبه ، إذ تبدَّى له ملك الموت الذي كان عنه مُحتجبًا ،
فقضى فيه بالذي أمره به ربه ، فنُزِعت منه روحه ، وفارقت جسده.
قال تعالى : (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ* وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ).
يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله :
{ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون }
{اقتربت الساعة وانشق القمر }
الله سبحانه وتعالى أخبرنا أن الساعة اقتربت ، فماذا أعددنا لها؟
انظروا إلى ما يحدث في هذا العالم من حولكم ، (الغلاء والوباء والزلازل والفيضانات ) ، إنه شيء مخيف حقا.
يمسي المرء من الأحياء ، ويصبح من الأموات.
ارجعوا إلى ربكم ، أعلنوها توبة نصوحة ، أكثروا من الإستغفار.
ردوا المظالم إلى أهلها ، صلوا أرحامكم ، أصلحوا أقوالكم وأعمالكم ، أدوا فرائضكم ،
ابتعدوا عن المعاصي والفتن ، فالموت لا ينتظر أحد ،
قبل أن يأتي يوم تأكلنا الحسرة والندامة.
إقرأ أيضا: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
احذروا أن تجعلوا الدنيا أكبر همِّكم ، ومبلغَ علمكم ، واعتبروا بمَن مضى قبلكم مِن الأمم الخالية ،
أهل المراتب العالية ، كيف طحنتهم الدنيا طحن الحصيد ، وأسكنتهم بعد القصور بطن الصعيد.
عن النَّبيّ صل الله عليه وسلم قال 🙁 الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ ،
وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا ، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ) رواه التِّرْمِذيُّ.
اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وراقبوه مراقبة مَن يعلم أنَّه يَسمع ويرى ، وإيَّاكم والاغترارَ بزهرة الحياة الدنيا ،
فقد اغترَّ بِها قوم قبلكم فأوردتهم موارد العَطَب والرَّدى ، وأسكرتهم برونقِها فما أفاقوا إلا وهم في عسكر الموتى.
{ يا قومي إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار }.