![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/10/pexels-jeffrey-czum-2120084.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
ورث شاب عن أبيه مالا ؛ فجعل يسرف في إنفاقه يمنة ويسرة بلا حساب ولا عد.
وأتى إليه ذات يوم صديق لأبيه ، فلما رأى حاله قال له : لقد سرني حسن لباسك وإقبالك على الدنيا ؛
فبارك الله لك بما ورثت عن أبيك ، ثمّ تركهُ وذهب من عنده.
ولمّا كان المساء أرسل إليه وقال له : إنَّ عندي الليلة أصدقاءُ أبيك وهم في شوق إلى رؤياك ،
فَتعالَ إلينا نواسيك فقدهُ ؛ ونتواسى بك فقدَ صديقنا القديم!
فَلمّا أتى الشاب ودخل إليهم ، وجد كُل أصدقاء أبيه ، فأشاروا إلى بعضهم ووثبوا عليه وقيدوه!
وصاحوا به وقالوا له : يا جاهل تتوهم أن أباك مضى واسترحت من رقِابته ،
ولا تعلم أن أباك ترك لك هؤلاء جميعاً وكُلهم لك أب يردونك عن الخطأ يا لئيم العقوبة؟!
وقاموا إليهِ جميعاً يوبِخونهُ ؛ وما تركوهُ حتىَ تعهد لهم بِأن يحفظ مال أبيه ، ولا ينفقه إلا بِحقه.
فانصلح حاله واهتدا إلى الرشد ، وكان كلما لقى صديقا لأبيه حياهُ قائلاً : مرحبا بأبي بعد أبي.
الحبُ والصُحبة لا يموتان بموت من كُنا نُحبه ونُصاحبه.
انظروا لأصدقاء الأب كيف أخذوا على يد ابنه بعد أن مات ؛ وقالو له كلنا لك أب.
تفقدوا من ترك أصحابكم وأحبابكم وراء ظهورهم.
فالحب والصحبة لا تطويها إطباق التُراب.