قصص منوعة

وصلتني على البريد بعض الرسائل كان من ضمنها رسالتين

وصلتني على البريد بعض الرسائل كان من ضمنها رسالتين إحداهما تدمي القلب والأخرى بلسم يشفيه ، أما الأولى فكانت :

فقط أحتاج أن تكون السند والأمان.

كانت كلمة زوجتي كلما اشتد الخلاف بيننا فتتهمني بقسوة القلب لأني لا أحتويها فأقول :

أنا رجل يأتي بالطعام والشراب والملبس فماذا تحتاحين أكثر ؟

فتقول في ألم : لا أريد سوى أن تحنو علي وقت ضعفي ، أن تربت على كتفي وقت وهني ،

أن تضمني لصدرك وكأني إبنتك لتشعزني بتلك الأبوة التي فقدتها منذ زمن.

فلم يكن يعجبني حديثها المدلل وأتركها وأذهب حتى ما عدت أطيق كل هذا ،

فذهبت لبيت أهلها كي تُشعرني بخلو البيت منها فلم أسأل فطلبت الإنفصال ،

لكن لم أتنازل أبدا وأذهب إليها لاصطحابها وتطييب خاطرها فلو تنازلت لاعتادت ذلك !

مرضت أمها مرضًا شديدًا فلم أسأل وتركتها لتشعر بقيمتي هي الأخرى ،

توفيت أمها وبعد أسبوع إتصلت تطلب مني أن نعود من جديد فلا أحد لها سواي !

لكن وقتها ولا أدري لمّ قلت ذلك حيث قلت :
ألم تطلبي الإنفصال ، ستصلك ورقة الطلاق.

بكت حينها وهي تقول : لو فعلتها سأموت من الوحدة.

والحقيقة لم أبالي أبدًا وفي نيتي أني أؤدبها كيلا تُكرر دلالها الزائد والرحيل عن بيتي وطلب الإنفصال ،

لكنها وقبل أن يمضي الشهر توفيت أثر أزمة قلبية ، تُوفيت من الوحدة التي أكلت قلبها وأماته الحُزن.

والآن وقد مضت سنة كاملة لا أنام وأبكي ليل نهار على ما فعلته بها لكن لا علاج لما أنا فيه أموت بالبطيء بتأنيب الضمير حيالها.

وأما الثانية فكانت : سعادتي مُرتبطة دائمًا بوجودك.

إقرأ أيضا: مهندس بترول توفيت زوجته وتركت له ثلاثة من الأبناء

كانت كلمة زوجتي لي في كل يوم ، تزوجتها يتيمة الأب والأم وقامت جدتها على تربيتها حتى تزوجت مني ،

فكنت أحاول جاهدًا أن أُعوضها عما فقدته طويلًا من حب وحنان ،

حتى أني كنت يوميا أعود من عملي وأمسك في يدي قطعة من الشيكولاتة المفضلة لديها فيتهلل وجهها فرحة حيال هذه القطعة البسيطة ، فأقول :

1 3 4 10 1 3 4 10

فماذا ستفعلين لو أتيت بعلبة كاملة ؟
فتقول وهي تضغط على راحة يدي :

يكفي أنك تذكرني ، يكفي أنك تحاول إسعادي ، يكفي وجودك بحياتي.

إن إستاء مزاجها لحظة أذكرها بالذكريات الجميلة وأداعبها فيرق قلبها ،

وإن رأتني وضغوط العمل فوق رأسي تفعل معي كما أفعل ، لسنوات طويلة ونحن على هذا العهد ما تغيرنا أبدا ،

أنجبنا صبي وفتاة يتكون جمال وجههم من الراحة النفسية والسعادة التي تغطي منزلنا المعطر دائما بقربنا من الله ،

وتسارعنا نحو الطاعات إضافة للحب الذي يُحيط بنا ، كُنت لها السند والأمان وكانت لي كل حياتي.

شتان ما بين الأولى والثانية فالأول صنع منها مريضة نفسية بعناده وتسلطه وفراغ قلبه من الرحمة ،

والآخر صنع من حياتها حياة أخرى بحبه ومراعاة الله في قلبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?