قصص منوعة

وفاء قصة قصيرة

وفاء قصة قصيرة

بعدما أصيب بالزهايمر ، لم يعد يتذكر أي شيء ، يأتي أولاده وأحفاده ، يتحدثون إليه بالساعات ، في محاولة يائسة أخرى تضاف لسابقتها.

لا جديد يحدث ، لم يستطع حتى تذكر أسمائهم.

بينما هم جلوس ، يفتح باب الغرفة ، تطل منه زوجته ، التي بمجرد أن وقعت عينيه عليها ،

بدت لمعة غريبة بهما ، وكأنهما تضيئان من تلقاء نفسهما.

إرتسمت على شفتيه إبتسامة لم يراها الجالسين حوله منذ بدء الزيارة ، بادلته إياها ، وهي تقترب منه ، حاملة بعض الأغراض ،

سرعان ما وضعتهم على طاولة خشبية بجوار فراشه الذي جلست عليه ، وهي تخاطبه بحنان قائلة :

كيف حالك؟
رد عليها وابتسامته تتسع أكثر لتملأ وجهه قائلا : بخير.

مدت يدها تخرج الطعام الذي وضعته على المنضدة قبل قليل وهي تخاطبه قائلة :

لقد أعددت لك الطعام الذي تفضله ، وكيف عرفت أي طعام أفضل؟

أشارت برأسها لابنها الأكبر ، الذي نهض وخاطب المجتمعين بأن يتوجهوا للخارج.

ما أن إنصرف الجميع وأغلقوا الباب خلفهم ، حتى اقتربت منه أكثر وهي تمسك بيديه لتقبلهما.

خاطبها قائلا : أشعر بأنني أعرفك ولكنني أجد صعوبة في تذكر اسمك.

كلي ثقة بأنك ستتذكر كل شيء وستعود أفضل من السابق.

أثناء تناولهما الطعام ، أخذت تتحدث معه عن ذكرياتهما وهما يطالعان الصور التي تجمعهما سويا في هاتفها ،

أثناء حديثها إليه نطق باسمها فجأة ، لم تصدق أذنيها ، لقد تذكرها ، إنسابت دموعها بغزارة وهي تحتضنه بشدة ، وخاطبته قائلة :

لم يساورني الشك لحظة واحدة في أنك سوف تتذكر كل شيء.

داعبت تلك الذكرى البعيدة خيالها ، بينما كانت مستلقية على فراشها بداخل حجرتها ،

بسبب الكسر الذى أصاب قدميها منذ عدة أيام ومنعها من الحركة والتي قد تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر كما أخبرها الطبيب.

رأته يقترب منها حاملا الطعام الذي قام بإعداده لها ، داعبها قائلا :

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: تزوجت في سن الخامسة عشر رجلا يكبرني بنحو 20 عاما

أعلم أنه ليس بجودة ما تعدينه يا عزيزتي.

على العكس إنه أفضل بكثير.

وضع الطعام بجوارها وجلسا يتناولاه سويا ، خاطبته قائلة :

ألن تعود لعملك ، يكفي جلوسك بجواري لعشرة أيام ،

لقد تحسنت كثيرا ، كما أن الأولاد يأتون يوميا لزيارتي لا داعي للقلق.

وضع يده على شفتيها ليمنعها من مواصلة حديثها وهو يرد قائلا :

لقد أخبرتك من قبل بأنني لن أتركك حتى تعودي أفضل من السابق.

قال جملته وهو يتذكر مساندتها له عندما أصابه الزهايمر ، وأنها كانت السبب في تعافيه ،

بعدما أكد جميع الأطباء أن حالته لا علاج لها ، إنسابت من عينيه دمعة حارة وهو يحتضنها بقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?