وقد يرفع الله مقامك بخبيئة لك أسررتها لكنها لا تخفى عليه
وقد يرفع الله مقامك بخبيئة لك أسررتها لكنها لا تخفى عليه
قال أحمد بن حنبل : ما رفع الله ابن المبارك إلا بخبيئة كانت له.
عبادة السر وطاعة الخفاء دليل الصدق ، وعنوان الإخلاص ، وعلامة المحبة ، وأثر الإيمان.
عبادة السر وطاعة الخفاء ، لا يستطيعها المنافقون ، ولا يقوى عليها الكذابون ، ولا يعرفها المدعون.
يقول الحسن : “ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا.
قال ابن الجوزي : “من أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه ،
فالله الله في إصلاح السرائر ؛ فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر.
قال ابن المبارك : “ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك ، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا
أن تكون السريرة.
قال ابن الجوزي : ” ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺨﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،
ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻻ يعرفون ﻟﻪ ﺫﻧﺒﺎ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ، ليعلم ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺑﺎ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﻣﻞ.
ﻭﺇﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻌﺮﻑ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺗﺤﺒﻪ ، ﺃﻭ ﺗﺄﺑﺎﻩ ، ﻭﺗﺬﻣﻪ ، ﺃﻭ ﺗﻤﺪﺣﻪ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻛﻞ ﻫﻢ ، ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺷﺮ.
ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻠﺢ ﻋﺒﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻖ ، ﺇﻻ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻭﻋﺪ ﺣﺎﻣﺪﻩ ﺫﺍﻣﺎ.”
قال محمد بن واسع : “من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ،
ومن أصلح آخرته أصلح الله له دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس”.