ولدت بين أنقاض الزلازل
أنا طفلة ، لفظت أول أنفاسي تراب.
تناقلتني الأسافير ، بعضهم قال عني معجزة ، والبعض يردد بأني سوف أصير بطلة سوبر وومن.
من قال أني قد شعرت بأني بطلة ؟هل لأني فقدت بطلة جنة الدنيا ، أمي.
عند خروجي للحياة أول ما رأت عيناي موتى ؛ رأيت بقايا غرفتي التي زينتها أمي بيديها الناعمتين.
لم يحملني أبي بل حملوني أشخاص ، كانوا يكبرون لا اله إلا الله ، أصواتهم لم تكن مألوفةٌ لدي ،
لكنني حاولت أن أنصت كي أسمع صوت أبي ولم يكن.
رغم كل ذلك ظللت صامدة إلى أن وضعوني بعربة بيضاء تسمى سيارة إسعاف ، تنقل المرضى وبعضهم موتى.
سمعت صراخ وأنين.
ودعت أمي دون أن ألمس يداها الطاهرتان ، فقط أخذت عن أمي ذكرى كيف تحملت كل ألآم المخاض وحدها ،
تعاطف معي الجميع وصفوني وقيل عني الشجاعة ، ليتهم يعلمون بأن البطلة الحقيقية أمي.
أنا معجزة الزلزال كما قيل عني ، أنا فقط رسالةٌ موجزة للملحدين ،
والمنكرين لوجود الله ، لكي يعلموا بأن الله قادر أن يدك الأرض دكا.
وقادر أن يأخذ أرواحنا وإن كنا في بروجِ مشيدة.
لكي يعلموا بأننا لا نسوى جناح بعوضة.
مثل قصتي يجب أن تكون عظة تعظ الغافلين ليعلمون أن الله يخرج الحي من الميت ، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.