ومضات مطوية من تاريخنا العظيم
ومضات مطوية من تاريخنا العظيم
في واحدة من مشاهد العزة والقوة والكرامة ، خرج الحاجب المنصور على رأس جيش كبير لغزو بلاد مملكة أرجوان.
وذلك بعد خرقهم للهدنة وقطع الجزية وقتل بعض المسلمين والهجوم على بعض قرى وبلدات المسلمين وقاموا بالقتل والسلب والنهب.
مما دعى الحاجب بالتوجه بجيش كبير لتأديبهم ، ووصل بجيشه إلى مضيق جبال البرنس وتوقفوا للراحة ،
وقد كمن له الصليبيون عند مضايق جبال البرنس أو ألبرت كما يسميه الأوربيون الآن.
وفي ظلام الليل هجموا على المسلمين وأمطروهم بوابل من السهام فاضطربت صفوف المسلمين وفرّ كثير منهم ،
لكن الحاجب المنصور ومعه أبناؤه وكانوا مثله في القوة والشجاعة ، ثبتوا ولم يفروا ،
ومعهم خاصة فرسان الحاجب من الفتيان الصقالبة مع قاضي القضاة إبن ذكوان.
فلما رأى المسلمون ثبات قادتهم في القتال حمت نفوسهم ، وعادوا للقتال ، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين.
بعد هذا النصر الكاسح ألزم الحاجب المنصور الإسبان بدفع الجزية واشترط معها إبنة ملكهم (فرويلا الرابع) ليأخذها الحاجب جارية عنده ،
وكانت أجمل نساء زمانها ، وأكثرهن شرفًا عند الإسبان ، وذلك ليس حبًّا في النساء ، ولكن لإرغام أنوف الإسبان ،
وردعهم عن محاربة المسلمين وتهديدهم مرة أخرى ، فاضطروا للموافقة ؛
خوفًا من بأس الحاجب وقوة المسلمين.
فلما شيعها أبوها وأكابر دولته معه ، قالوا لها : أصلحي حالنا عند المنصور ، وتوسطي لنا دائمًا عنده.
فردت المرأة وكانت من أعقل نسائهم قائلة : أيها الجبناء ، العزة لا تنال بأفخاذ النساء ، ولكن برماح الرجال.