Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

ومن الحب ما قتل الملك الذي مات من أجل حب جاريته

ومن الحب ما قتل الملك الذي مات من أجل حب جاريته

حصلت قصة حب بين الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك وجاريته حبابة.

وكانت حبابة جارية لرجل من أهل المدينة ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ، ﻣﻤﺸﻮﻗﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ، ﺣﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ ،

ﻭﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺧﺒﺮﻫﺎ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ، ﻓﻌﺸﻘﻬﺎ ﻭﺗﻤﻨﺎﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮﺍﻫﺎ.

ﻋﻠﻤﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺳﻌﺪﺓ ﺑﺬﻟﻚ ، وأرادت أن ﺗﻔﺮﺡ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺗﻬﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻤﻨﻰ.

ﻓﺄﻣﺮﺕ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ.

ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ إليها ﻏﺴﻠﺘﻬﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ وأتت ﺑﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﺟﻠﺴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺘﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ أحد.

ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻫﻞ ﺑﻘﻲ شيء ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺗﺘﻤﻨﺎﻩ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ إلا ﺣﺒﺎﺑﺔ.

ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺣﺒﺎﺑﺔ!

ﻓﻔﺮﺡ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺮﺣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﺧﻠﺖ ﺣﺒﺎﺑﺔ إلى ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻛﻴﺎﻧﻪ.

ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﻧﻔﻮﺫ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﻓﻴﻄﻴﻌﻬﺎ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ.

ﻭﺗﺮﻙ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﻛﺨﻠﻴﻔﺔ ﻷﺧﻴﻪ ﻭﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ.

ﻭﺑﻨﻰ ﻗﺼﺮﺍ ﻟﺤﺒﺎﺑﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻣﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻫﺠﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ وأبنائه ، ﻭﺍﻧﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .

ﻭﺻﺎﺭ ﻛﻞ ﻫﻤﻪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺠﻮﺍﺭ حبابة.

أرسلت ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺳﻌﺪﻩ إلى أخيه ﻫﺸﺎﻡ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ، ﻓﻲ أمرها وأمر ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ.

ﻓﺪﺧﻞ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻰ أخيه ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻠﻮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺠﺮﻩ ﺯﻭﺟﺘﻪ وأولاده ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :

ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﻭﻟﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺎﻏﻠﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ،

ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺑﺒﺎﺑﻚ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ وأنت ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻨﻬﻢ.

إقرأ أيضا: كافر يؤذن!

ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪ : ﺻﺪﻗﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻗﺼﺮ ﺣﺒﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻛﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﺎﺑﺔ أياما، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻫﺎ : ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ فأعلموني.

ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺃﻋﻠﻤﺘﻬﺎ ، ﻓﺘﺰﻳﻨﺖ ﻭﺟﻬﺰﺕ ﻣﻮﻛﺒﺎ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻣﻮﻛﺐ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ،

ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ أحد ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، وأرسلت ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ ،

ﺑﻜﻴﺖ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﻻ ﻣﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺁﺳﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺃﺳﻌﺪﺍ

ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻌﺸﻖ ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺭ ﻣﺎﻟﻬﻮﻯ
ﻓﻜﻦ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﻳﺎﺑﺲ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﺟﻠﻤﺪﺍ

ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ إلا ﻣﺎ ﺗﻠﺬ ﻭﺗﺸﺘﻬﻲ
وإن ﻻﻡ ﻓﻴﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﺸﻨﺎﻥ ﻭﻓﻨﺪﺍ

ﻓﺬﻫﺐ إلى ﻗﺼﺮﻫﺎ ﻟﻴﻠﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻣﻮﻛﺒﻪ ﻭﺍﺣﺮﺍﺟﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻣﺘﺰينة ﻟﻪ ﺯﻳﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.

ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﺗﻬﺠﺮﻧﻲ ﻳﺎ ﻳﺰﻳﺪ؟

ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﺒﻞ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺠﺮﺍﻧﻪ ، ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻻﺣﺪ ﺣﺮﺳﻪ : ﻗﻞ ﻟﻬﺸﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ.

ﻭﻋﺎﺩ ﻳﺰﻳﺪ ﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻩ ﻭﺻﺎﺭ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ حبابة.

ﻭﻓﻲ أحد الأيام ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﻄﻌﻢ ﺣﺒﺎﺑﺔ ﺑﻴﺪﻩ ﺭﻣﺎﻧﺎ ، ﻓﺸﺮﻓﺖ ﺣﺒﺎﺑﺔ ﻭﺛﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﺍﺧﺘﻨﻘﺖ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ.

ﺻﺪﻡ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﻭﺑﻘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺣﺒﺎﺑﺔ ﻭﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻴﺘﻪ.

ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻓﻨﻬﺎ ﻭﺑﻘﻲ أربعة أيام ﻳﻨﺎﻡ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﺜﺘﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ.

ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻨﺖ ﺍﻟﺠﺜﺔ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻲ أن أدفن ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ.

وأثناء ﻧﻮﻣﻪ أمر أخوه ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻐﺴﻞ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﺩﻓﻨﻬﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ، ﺫﻫﺐ إلى ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻭﻧﺒﺸﻪ ،

ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺰﻧﻪ ﻣﺮﺽ ، ﻭﺻﺎﺭ ﻃﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ.

ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﺪﻧﻮ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﺧﺎﻩ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺪﻓﻨﻪ ﻣﻊ ﺣﺒﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ.

ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺣﺒﺎﺑﺔ إلا أقل ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺩﻓﻦ إلى ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?