ومن منا ليس فقيرا إلى الله!
ومن منا ليس فقيرا إلى الله!
من منا ليس فقيراً إلى الله وهو يولد محمولاً ويذهب إلى قبره محمولاً ، وبين الميلاد والموت يموت كل يوم بالحياة مرات ومرات!
أين الأباطرة والأكاسرة والقياصرة؟
هم وامبراطورياتهم آثار ، حفائر ، خرائب تحت الرمال.
الظالم والمظلوم كلاهما رقدا معا ، والقاتل والقتيل لقيا معا نفس المصير ، والمنتصر والمهزوم كلاهما توسدا التراب.
إنتهى الغرور ، إنتهت القوة ، كانت كذبة!
ذهب الغنى ، لم يكن غنى ، كان وهما.
العروش والتيجان والطيالس والخز والحرير والديباج ، كل هذا كان ديكوراً من ورق اللعب ، من الخيش المطلي والدمور المنقوش ،
لا أحد قوي ولا أحد غني!
إنما هي لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلاف طبقاتهم ،
لا أحد لم يعرف لحظة ذل ، ولحظة ضعف ، ولحظة الخوف ، وَلحظة القلق.
من لم يعرف ذل الفقر ، عرف ذل المرض ، أو ذل الحب ، أو تعاسة الوحدة ،
أَو حزن الفقد ، أو عار الفضيحة ، أو هوان الفشل ، أَو خوف الهزيمة؟
بل خوف الموت ليحلق فوق رؤوسنا جميعاً!
كلنا فقراء إلى الله ، وكلنا نعرف هذا.