وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ
من سورة الطور – آية (48)
أحب زوجات النبي صل الله عليه وسلم خديجة ثم عائشة.
فقد الأولى في منتصف الطريق ، وابتلي في الثانية في حادثة الإفك.
ومكث صل الله عليه وسلم شهرا يتألم على خوض الناس في عرضه وعرض حبيبته ، قبل نزول البراءة.
فقد أولاده جميعا في حياته ، ذكورا وإناثا ، عدا فاطمة ،
فجاءه الخبر من السماء أنها ستلحق به قريبا ولن يطول عمرها بعده.
حتى ولده بالتبني قبل الإسلام ، الذي كان يدعى زيد بن محمد ، استشهد في حياته ، فبكى عليه أشد البكاء.
أحب عماه (أبا طالب + وحمزة)
أما الأول فمات على الكفر ، فحزن حزنا شديدا لأنه مات كافرا وفاته الفرح بإسلامه.
وأما الثاني ، فاستشهد ومثل به ، وهو ينظر إلى بطن عمه المبقورة ، وأجزاءه المقطعة.
فينظر إلى عمه فيشتد حزنه ، وتنزل دموعه ، على عمه المقتول غدرا.
أصيب في المعارك وسالت دماؤه ، وفقد الكثير من أصحابه وأرحامه واحدا تلو الواحد ،
إما استشهادا وإما غدرا قبل الهجرة وبعدها.
لقد ذاق الجوع شهورا حتى ربط الحجر على بطنه ،
ونام على الحصير حتى ترك أثرا في جانبه ، لقد سار وحيدا في طريق الآلام.
تنزل عليه سورة تنعي إليه نفسه وتخبره بأنه اقترب أجله ، فيودع الجميع ، ويقول للناس لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا.
حتى إذا انقضت أيام البلاغ ، قال بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى.
إقرأ أيضا: الفطرة السليمة
وقال لابنته فاطمة وهو يموت ليس على أبيك كرب بعد اليوم.
يا طائراً للشوقِ صارَ إمامَا
أرسلْ إلى خيرِ العبادِ سلامَا
بلغ حبيبَ الخلقِ أن كلامهُ
قدْ أبعدَ الأحزانَ والآلامَا
يسمُو القصيدُ إذا ذكرت محمداً
وكفى بذلكَ رِفعةً ومقامَا
ياربِّ صلِّ على البشيرِ وآلهِ
ما جال طير في السماءِ وحاما
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.