يا إلهي لم أتعرف عليكِ في البداية ، لولا أن صديقتك نادتك باسمك.
كيف حالك؟
بخير ، وصدقا بتُّ في أفضل حال فور رؤيتك.
حقا؟ لم تكن هذه كلماتك عندما كنا مخطوبين ، كنت تقول لي أن مجرد رؤيتي يجعلك تشعر بالإختناق والخجل أليس كذلك؟
هذا لأنكِ كنت بدينة ، قبيحة الشكل ، جسدك مليء بالترهلات ، كنت عبارة عن ترهلات في شكل إنسان ،
كنت تطلق هذه النكتة بغرض الضحك والإستهزاء بي غافلا عن تأثيرها على قلبي.
بربك ألم تكوني كذلك؟ أنظري لنفسكِ الآن ، فاتنة وأي رجل يتمنى الإرتباط بكِ للأبد ،
لا تنكري أن كلماتي كان لها التأثير الأكبر ، وهي السبب الأول في جعلك تغيرين من نفسك في مدة لا تزيد عن خمسة أشهر.
بل سبعة أشهر ، كلماتك لازالت لهذه اللحظة جرح لن يندمل بسهولة ،
بعدما تركتني مهشمة القلب والروح أقلعت عن تناول الطعام ليس عقابا ،
بل رغبة في الإثبات للجميع أنه بإمكاني أن أكون جميلة مثل تلك اللواتي كنت تغازلهن في حضوري وغيابي ،
حتى انهارت قواي ودخلت المشفى ، هناك قابلته.
من تقصدين.
بإمكانك أن تقول أنه ملاكي الحارس ، أذكر كلماته جيدا فصداها يخفف من وطأة كلماتك متى ما رنّت في عقلي ،
وجدت نفسي يومها أفترش ضعفي وأنعي قلبي الجريح بعد صمود دام لأيام ،
أفصحت عن معاناتي أمام غريب لم يجمعني به سوى جدران غرفة في المشفى أنا المريضة وهو الطبيب ،
لكنه لم يداوي فقط علل جسدي بل امتد لطفه لروحي اليتيمة في غيابك ،
إقرأ أيضا: الضرائر
أخبرني أنك من خسرت وأني الفائزة ، أخبرني أن من يحب يعشق عيوب محبوبه ويتعايش مع الأخرى ويتغاضى عن أخرى ،
لأول مرة تشجعت وأحببت نفسي كما هي.
لو كان كذلك لما جعلك تخسرين وزنك وتصبحين بهذه الهيئة الفاتنة.
لم أفعل ذلك لأجله ، بل لأجلي أنا ، لأكون جميلة لأجلي أنا ، فمهما كانت هيئتي مزرية أراني في عينيه أجمل النساء ،
لأن هذا الجمال الذي تلهث وراءه كالكلب الضال سيخبو يوما ويضمحل ، ما سيتبقى هي روحي الطفولية في حضرة من أحب.
التغير من أجل الآخرين ليس حبا بل مساومة ، عليك أن تحب نفسك قبل أن تنتظر من الآخرين أن يفعلوا ذلك.