Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
إسلام

يا ليت لنا رجال مثل أم عمارة

يا ليت لنا رجال مثل أم عمارة

قصة أم عمارة رضي الله عنها ، إمرأة بألف رجل.

إمرأة بألف رجل نعم لا تتعجب من هذا إنها إمرأة ( لكن ) لو وزِنت بألف رجل لوزنتهم والله.

إنها إمرأة ، لكن لو كان لنا مثلها رجال لكان النصر حليفنا بإذن الله ،

إنها إمرأة ،لكن لا يقارن بها رجال فضلا عن نساء مثلها.

إنّها امرأة ، لكن ضحَّت بنفسها فأين أنتم يا مسلمون عن فعلها.

إنها إمرأة ، لكن باعت نفسها بل وأبنائها وزوجها في سبيل الله فأين منها أمهاتٌ وآباءٌ وأبناء.

إنها إمرأة ، لكنها إمرأةٌ سبقها بعضُ أجزاءٍ من جسدها إلى الجنة.

عمَّن أتحدَّث ، مَن هذه المرأة ، إنها المرأة ألتي أطاقت ما لم يطقه فُحول الرجال ،

إنها المرأة التي فعلت الأفاعيل بالأعداء ، وصنعت المجد ببذل العطاء ، والصبر عند البلاء ،

وضخ الدماء ، وتقطيع الأشلاء ليرضى من له ما في الأرض ، وما في السماء.

إنها إمرأة ، لكن عجز عن فعلها كثير من الرجال! فيا الله ما أعظم قدرها وأجلَّ فعلها.

إنها الفاضلة المجاهدة نسيبة بنت كعب ( أم عمارة ) رضي الله عنها وأرضاها ،

شهدت بيعة العقبة وأحد والحديبية واليمامة.

وقفت يوم أحدٍ موقفاً أعيى الأبطال ، وأبهر الرجال ، اِسمع لأمِّ عمارة وهي تحدثك ،

تقول رضي الله عنها : رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله صل الله عليه وسلم فما بقي إلا نفرٌ قليل ما يُتِمُّون عشرة ،

وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذُبُّ عنه ، والناس يمُرُّون به منهزمين ، ورآني ولا تِرْس معي ، فرأى رجلاً مُوّلِّيا ومعه تِرس ، فقال :

القِ تِرسَك إلى من يقاتل ، فألقاه ، فأخذته فجعلت أتّرّس به عن رسول الله صل الله عليه وسلم ، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ،

لو كانوا رجّالة مثلنا – أي على أقدامهم – أصبناهم إن شاء الله.

إقرأ أيضا: أبواب الوصول إلى الله تعالى

فيُقبِل رجلٌ على فرسٍ فيضربني وتترّست له ، فلم يصنع شيئا وولَّى ، فأضرب عرقوب فرسه ،

فوقع على ظهره ، فجعل النبي يصيح
( يا أبن أم عمارة أمك أمك ) قالت فعاونني عليه حتى أوردته شعوب – أي الموت – .

فعلاً لقد قامت لرسول الله صل الله عليه وسلَّم مقامَ خيرٍ من مقام كثيرٍ من الرجال ،

لقد ضرَبت أمُّ عِمارة مثالاً لتقفَ الأجيال النائمةُ أمامه لعلها تستيقظ من غفلتها وتتعلم من أم عمارة تضحيتها.

يوم أحد كان المشركون قد تجمعوا وصوَّبوا سهامهم ووحدوا هجومهم على رسول الله صل الله عليه وسلم ليقتلوه ،

لكن هيهات هيهات : ما علموا أن ثمَّة أم عمارة هناك ، فوالله ما كان الخطر يدنوا من المصطفى ،

إلا وأمُّ عِمارة دونه حتى قال الحبيب صلوات
ربي وسلامه عليه :

( ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني ).

وقال فيها الحبيب – جعلنا الله من أهل سنته – لمَّا رأى شدة بأس هذه المرأة في القتال والثبات والعزيمة قال :

( من يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عِمارة ).

أُمُّ عمارة ، ضرب رجُلاً إبنها بالسيف فجرحه فأبت أن تتركه حتى قتلته واستقادت منه ، فرآها النبي صل الله عليه وسلم وتبسَّم حتى بدت نواجذه وقال :

( استقدتِّ يا أم عِمارة ) وقال : ( الحمد لله الذي أظفرك ، وأقرَّ عينك من عدوك ، وأراك ثأرك بعينك ) ،

لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ لفُضِّلت النساء على الرجال لقد استحقَّت أُمُّ عِمَارة أن يُعلَّق عليها وِسام أغلى من كل الأوسمة الدنيوية ،

قال فيها النبي وفي أبنائها : ( اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة )

فهنيئاً ثم هنيئا يا أم عمارة ، لم تَكَلّ ولم تَمَلَّ أمُّ عِمارة بعد موت الحبيب ، بل استمرت في جهادها وبذلها ،

حتى قاتلت يوم اليمامة ، وجرحت اثني عشر جرحاً وقُطِّعت يدها وهي عجوز مُسِنَّة ،

ماذا أقول يا أمة محمد ، لو نظرت إليكم أم عمارة وأنتم في الملاعب والنوادي والأمة تنتهك أعراضها في كل مكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?