يتادول البعض تفسيرا لبعض الآيات القرآنية بشكل خاطئ
يتادول البعض تفسيرا لبعض الآيات القرآنية بشكل خاطئ ، فنرجوا ألا ينشر تفسيرا لآية إلا من مصادر التفسير الموثوقة.
يقول الله تبارك وتعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
ففسرها أحدهم بأن الرجل له قلب واحد ، أما المرأة فيمكن أن يوجد قلبين في جوفها ،
وذلك عندما تكون حاملا بجنين فيكون في جوفها قلبها وقلب الجنين الذي تحمله داخلها ،
وهذا التفسير لم يرد في أي كتاب من كتب التفاسير.
تفسير قوله تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، كما وردت في كتب التفسير ، ومنها :
تفسير ابن كثير
المراد بالآية قد ذكر فيه أهل التأويل أقوال ،
منها : أن هذه الآية نزلت في رجل من قريش ،
كان يقال له : ذو القلبين ، وأنه كان يزعم أن له قلبين ، كل منهما بعقل وافر.
رد تعالى على من زعم من الكفار أنه حاز الحكمة والعقل بوجود قلبين في جوفه كل منهما امتلأ عقلا وحكمة ،
بأنه كذاب أشر فالله لم يخلق بشراً بقلبين ، فأنزل الله هذه الآية ردا عليه.
ومنها : قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا زهير ، عن قابوس يعني ابن أبي ظبيان ،
أن أباه حدثه قال : قلت لابن عباس : أرأيت قول الله تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ما عنى بذلك؟
قال : قام رسول الله صل الله عليه وسلم يوما يصلي ، فخطر خطرة ، فقال المنافقون الذين يصلون معه :
ألا ترون له قلبين ، قلبا معكم وقلبا معهم؟ فأنزل الله ، عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
ومنها : أنه كما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه ، لا تصير زوجته التي يظاهر منها أمًا له ،
ردا على من قال لزوجته أنت عليي كظهر أمي.
إقرأ أيضا: فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
يقول الله تبارك وتعالى موطئا قبل المقصود المعنوي أمرا حسيا معروفا ،
وهو أنه كما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه ،
ولا تصير زوجته التي يظاهر منها بقوله : أنت علي كظهر أمي ، أما له
فقال : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ) ،
ثم قال : ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا. [ المجادلة : 3 ] .
ومنها : قوله : وما جعل أدعياءكم أبناءكم :
هذا هو المقصود بالنفي ، فإنها نزلت في شأن زيد بن حارثة مولى النبي صل الله عليه وسلم.
كان النبي صل الله عليه وسلم قد تبناه قبل النبوة ، وكان يقال له : زيد بن محمد.
فأراد الله تعالى أن يقطع هذا الإلحاق وهذه النسبة بقوله :
وما جعل أدعياءكم أبناءكم.
وقال هاهنا : ( ذلكم قولكم بأفواهكم ) يعني : تبنيكم لهم قول لا يقتضي أن يكون ابنا حقيقيا ،
فإنه مخلوق من صلب رجل آخر ، فما يمكن أن يكون له أبوان ، كما لا يمكن أن يكون للبشر الواحد قلبان.