Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
نحو حياة أفضل

يحكى أن إمرأة مات عنها زوجها

يحكى أن إمرأة مات عنها زوجها ، فأصابها وابنتيها بعده الفقر والقلة.

طلب منها صاحب الدار الإيجار ، فعجزت ، فأخرجها من الدار ، فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوفا من شماتة الأعداء.

كان البرد قارسا ، فلما دخلت تلك البلدة أدخلت بناتها في مسجد مهجور ، ومضت تحتال لهم على القوت.ط.

فمرت برجل مسلم وقور ، هو شيخ هذه البلد ، شرحت حالها له ،

وقالت : أنا إمرأة غريبة ، ومعي بنات أيتام أدخلتهم مسجدا مهجورا في مدخل البلد ، وأريد الليلة قوتهم.

فقال لها : هاتي لي دليل على صدق قولك!
فقالت له : أنا إمرأة غريبة ، ولا أحد في البلد يعرفني!

فأعرض عنها فمضت من عنده منكسرة القلب ، وفي طريقها قابلت رجلا مسن ، فشرحت له حالها ،

وقصت عليه ما جرى لها مع الشيخ.

فقام الرجل ، وأرسل معها بعض نسائه ، وأتوا بها وبناتها إلى داره ، فأطعمهن أطيب الطعام ، وألبسهن أفخر اللباس ،

وباتوا عنده في نعمة وكرامة.

فلما إنتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت وقد عقد اللواء على رأس النبي صل الله عليه وسلم ،

وإذا بقصر من الزمرد الأخضر ، شرفاته من اللؤلؤ والياقوت ، وفيه قباب اللؤلؤ والمرجان.

فسأل الشيخ رسول الله صل الله عليه وسلم : لمن هذا القصر!

قال : لرجل مسلم موحد.

فقال : ‏يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد!
فقال له صل الله عليه وسلم : هات دليل على صدق قولك!

لما قصدتك أمرأة مسكينة قلت لها : هاتي دليل على صدق قولك ، فكذا أنت ، هات دليل على صدق قولك!

فانتبه الرجل من نومه حزينا على رده المرأة ، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها ، حتى دل عليها أنها عند الرجل النصراني ،

فذهب إليه وقال : أريد منك المرأة التي أتتك بالأمس وبناتها!

فقال : ما إلى هذا من سبيل ، وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني!

إقرأ أيضا: حكمة رجل عجوز

قال الشيخ : خذ مني ألف دينار ، وسلمهم إلي!
فقال النصراني : “لا أفعل!”

فقال الشيخ : بل لا بد أن تفعل!

قال النصراني :‏ الذي تريده أنت أنا أحق به ، والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي ،

فوالله ما نمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد هذه المرأة ، ورأيتُ مثل الذي رأيتَ في منامك ،

وقال لي رسول الله صل الله عليه وسلم : “المرأة وبناتها عندك!”

قلت : نعم يا رسول الله.
قال : القصر لك ولأهل دارك!

فانصرف الشيخ وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله.

الحكمة :

بركة الإحسان إلى الأرامل والأيتام تعقب صاحبها من الكرامة في الدنيا والآخرة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?