يحكى أن حمامتين ذكر وأنثى ملأ عشهما من القمح والشعير

يحكى أن حمامتين ذكر وأنثى ملأ عشهما من القمح والشعير

فقال الذكر للأنثى : إذا ما طرنا وعبرنا الصحاري ووجدنا فيها ما نعيش به فلا نأكل مما في عشنا شيئا ونوفره ،

فإذا جاء الشتاء ولم نجد ما نأكله في الصحاري أقبلنا على ما في عُشِّنا فأكلناه.

فرضيت الأنثى بذلك وقالت : نِعمَ ما رأيت.

وكانت هذه الحبوب نديه حين وضعوها في العش ، فامتلأ عشهما منه ، وانطلق الذكر في بعض أسفاره ،

فلمَّا جاء الصيف يبِس ذلك الحب وانكمش ونقص عما كان في عين من رآه عن أول مرة.

فلما رجع الذكر فرأى الحبوب حجمها في العش ناقص قال للأنثى : أليس كنَّا قد إجتمعنا على ألَّا نأكل من عُشِّنا شيئًا؟

فلِمَ أكلتِ؟

فحلفت الأنثى أنها ما أكلت منه حبَّة ، فلم يُصدِّقها وجعل ينقرها ويضربها حتى قتلها ،

فلمَّا جاء الشتاء والأمطار نَدِيَ الحبُّ وعاد إلى ما كان عليه ، وامتلأ العشُّ كما كان ،

فلمَّا رأى ذلك الذكر نَدِم واضطجع إلى جانبها وناداها :

كيف ينفعني العيش بدونك وإذا ناديتك لم تجيبي ولا أقدر على فراقك؟

خلاصة القصة :

فمن كان عاقلا علم أنه لا ينبغي أن يعجل بالعذاب والعقوبة ، ولا سيما بعذاب من يخاف أن يندم عليه كما ندم ذكر الحمام.

وكما يقول المثل الشعبي في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

إقرأ أيضا: التصالح مع الذات

Exit mobile version