يحكى أن ديكا كان يؤذن عند فجر كل يوم
يحكى أن ديكا كان يؤذن عند فجر كل يوم
وذات يوم قال له صاحبه : أيها الديك ،
لا تؤذن مجددا ، وإلا سأنتف ريشك.
فخاف الديك وقال في نفسه : الضرورات تبيح المحظورات ،
أتنازل و أنحني قليلا للعاصفة حتى تمر ، حفاظا على نفسي ، فهناك ديوك غيري تؤذن على كل حال.
وتوقف الديك عن الأذان ، ومرت الأيام والليالي ، والديك على ذاك الحال.
وبعد أسبوع جاء صاحب الديك وقال له : أيها الديك ، إن لم تصيح كالدجاجات ذبحتك.
فقال الديك في نفسه ، مثل ما قال في المرة الأولى : الضرورات تبيح المحظورات ، أتنازل وأنحني ،
قليلا للعاصفة حتى تمر ، حفاظا على نفسي.
وتمر الأيام وديكنا الذي كان يوقظنا للصلاة ،
لم يعد يوقظنا ، بل أصبح وكأنه دجاجة!
وبعد شهر قال صاحب الديك : أيها الديك ،
الآن إما أن تبيض كالدجاج ، أو سأذبحك غدا!
عندها بكى الديك وقال : يا ليتني مت وأنا أؤذن!
هكذا تكون سلسلة التنازلات عن المبادئ والقيم والأخلاق ،
تبدأ بالتخويف حتى تصل إلى مرحلة العبودية.
فلا تنافق أحداً في مبادئك ، ولا تهادن أخر في مشاعرك ، ولا تخون أبدا إحساسك ،
وتعلّم أن تبقى دوماً سيد قراراتك ، واجعل معيار قراراتك : رضا الله تعالى وحده.