يحكى أن رجلا كان يعمل في أحد المصانع الكبيرة
يحكى أن رجلا كان يعمل في أحد المصانع الكبيرة التي تقوم بصناعة المواد الغذائية وكان يحصل على مبلغ بسيط جدا.
وعندما يستلم الراتب في نهاية الشهر يقوم باقتصاد المال البسيط لكي يكفيهم حتى نهاية الشهر.
فكان بعض الأيام ينام مع أسرته دون عشاء ، وكان الرجل يعيش مع زوجته وأطفاله الأربعة وأمه ووالده المسنين ، وكان بارا بهم جدا.
يقول الرجل كنت أجاهد بكل ما عندي من قوة لكي أعيش أنا عائلتي ونعيش حياة كريمة ونظيفة ، بقدر الٳمكان على راتبي الشهري البسيط ،
ولم أشعر يوما بعدم الرضا وكنت لا أطلب من أحد مساعدة إذا مرض أحد من أفراد أسرتي.
فكنا نعيش حياة صعبة جدا ، ولكن كنا دوما نحمد الله ونشكره على نعمة الصحة والعافية.
وفي أحد الأيام عدت من العمل بعد صلاة العشاء ، دخلت إلى منزلي وجدت الكل يبكي ، وكانت أصواتهم عالية جدا ، فشعرت بالخوف ،
ذهبت إلى غرفتي مسرعا وجدت ابنتي الكبيرة وتبلغ من العمر ثمان سنوات ، وكانت فاقده للوعي.
فقمت على الفور أخذتها وركضت بها إلى المستشفى وبسرعة أقبل الأطباء وعملوا لها فحوصات ،
وعندما طلعت النتائج كانت الصدمة كبيرة.
أخبروني أن طفلتي لديها ورم سرطاني في الدماغ أجارنا الله واياكم من شر الأمراض الخبيثة ،
وجعلنا وٳياكم دوما في صحة وسلامة.
لم أستطع تحمل الصدمة فشعرت أن الأرض تدور من حولي ، ثم أخبروني الأطباء أنه من الضرورة عمل عملية جراحية للمريضة قبل فوات الأوان.
نظرت إلى نفسي وجدت حالي لا أمتلك قرشا واحدا ، بل كنا في ذلك اليوم سننام دون عشاء ، لم يكن يوجد شيئا لنأكله.
إقرأ أيضا: لا غنى يدوم ولا فقر يبقى
أخبرت الطبيب وشرحت له عن حالتي ، فقال لي لديك يومين كأقصى حد توفر ثمن العملية لإجرائها ،
فتركت زوجتي عند ابنتي وذهبت وأنا أحبس أنفاسي بين حنجرتي.
دخلت إلى المسجد وصليت العشاء ثم انتظرت حتى خرج كل المصلين وبقيت وحدي ،
ثم سجدت وبكيت وتذللت وشكيت كل همي وحزني لله ، وعندما إنتيهت عدت إلى المنزل.
نمت حتى أذن الفجر ، فقمت وتوضئت وصليت الفجر ثم ذهبت إلى المستشفى ،
تطمنت على طفلتي وزوجتي ثم ذهبت إلى المصنع.
وفي المصنع رآني زميلي شارد وحزين ، سألني عن السبب ، ولكن لم أستطع أن أمسك نفسي ،
فورا أنفجرت بالبكاء وحكيت له ما حصل معي ، ونظرت إلى وجهه وجدت دموعه تتساقط.
لقد كان متأثرا من حالتي ، فقال لي انتظر حتى يتفرغ المدير من الإجتماع ، ثم اذهب واطلب منه مساعدتك ،
وأخبره أن يقسط المبلغ من الراتب الشهري.
أعجبتني الفكرة ، ولكن خفت من أن يردني أو يقوم بالرفض ، حيث أن راتبي صغير جدا.
انتظرت حتى انتهى المدير من الإجتماع ، ثم طرقت باب مكتبه فسمح لي بالدخول.
فدخلت وكان يوجد عنده رجل ، يبدو أنه تاجر كبير ولديه شركات وكان يجلس بجانبه.
فقال لي المدير : خير هل هناك مشكلة
أجبته وأنا كلي قلق وخوف فقلت له أنا آسف حضرة المدير ،
ولكن حصل معي ظروف وأنا محتاج إلى المال من أجل أن أجري عملية لطفلتي ،
وباستطاعتك خصم من نصف راتبي في كل شهر ، ثم أخبرته بثمن التكلفة.
فقال أنا أعتذر لا أستطيع أن أعطيك كل هذا المبلغ ، وخصوصا نحن في نهاية السنة ، حيث أن راتبك لا يكفي للتقسيط.
فكان قلبي يحترق والوقت يداهمني وبدون شعور قلت له وأنا أبكي سوف أدعو لك دعوة باذن الله تكون مستجابة.
إقرأ أيضا: ماذا ستفعل لو أنك تعيش في مكان تشعر فيه بالغربة
سوف أدعو من الله لك ما تريد ولن يخيبني الله ، وٳذا لم تستجاب افعل بي ما شئت ، المهم تنقذ طفلتي.
فضحك المدير بأعلى صوته ساخرا من قولي ، وقال لي أنا لست بحاجة إلى دعوتك ،
والآن توقف عن المسخرة وعد إلى عملك.
فاستدرت أريد الخروج ، فقال لي الرجل الذي كان يجلس أمام المدير تعال أنا أعطيك ثمن العملية.
فرحت فرحة لم أشعر بها من قبل طوال حياتي ، ثم طلب مني الإسم الكامل ، فأخبرته بالإسم ،
فكتب لي شيكا بالمبلغ المطلوب.
أخذت الشيك ثم قلت له بماذا تريدني أن أدعو لك من الله وإن شاء الله تستجاب ، فأنا أملي في الله كبير جدا.
أجاب المدير ساخرا ، هل مازلت مصرا على أن دعوتك مستجابة.
ثم قال الرجل الغني دام أنك مصرا على أن تدعو لي فادعو من الله أن تحمل زوجتي وتنجب لي طفلا ،
فأنا لم أرزق بمولودا منذ سنين ، ولم أترك طبيبا في الداخل ولا في الخارج إلا وذهبت إليه ،
وتزوجت ثلاث زوجات ولم تحمل أي واحدة فيهم ، هذا هو طلبي من الله إذا كانت دعوتك كما تقول سوف تستجيب ،
هذا ما أتمناه فقمت سجدت لله وأنا بداخل المكتب أمامهم ودعوت وفي قلبي أبكي وأرجو من الله أن لا يخيب ظني ،
حتى لا يسود وجهي أمامهم.
فدعوت له أن يرزقه الله بالذرية الصالحة ، وأن لا يرد دعوتي فارغة ،
ثم قمت مرة أخرى شكرته وذهبت مسرعا إلى المستشفى بعد أن صرفت الشيك ، ودفعت ثمن العملية.
وفي اليوم التالي قاموا بٳجراء العملية لطفلتي والحمد لله كانت العملية ناجحة وتجاوزت من مرحلة الخطر.
وبعد مدة كنت أعمل في المصنع ، تفاجأت بأحد يحتضني من الخلف.
إقرأ أيضا: قصتي مع الرجل الإيطالي
نظرت إليه ، فكان هو ذلك الرجل الغني الذي دعوت له بان يرزقه الله بالأولاد ، وكان المدير يقف بجواره ،
فقال لي والله ثم والله عندما عدت إلى المنزل ، رأيت زوجتي الأولى متغير شكلها وتشعر بالتعب.
فذهبت بها إلى الطبيبة عملت لها فحوصات فقالت أن زوجتي حامل في شهرها الأول ،
ومن شدت الفرح صرخت بأعلى صوت الله أكبر والحمد لله.
ثم رجعت زوجتي إلى المنزل.
وفي اليوم التالي أتصلت بي أخت زوجتي الثانية فقالت لي أن زوجتي شعرت بالتعب وأخذوها إلى الطبيبة ،
وعملت فحوصات وطلعت حامل ، فتعجبت أنا أي سلاح هذا ، أي قوة ٳيمان لديك.
لقد حصلت معجزة وأنا الآن قبل قدومي إلى هنا كنت راجعا من عند الطبيبة ،
لقد ذهبت بزوجتي الثالثة وكانت حامل لقد حملت الثلاث الزوجات بعد أن كنت قد فقدت الأمل وشعرت باليأس.
وبما أن الله أكرمني بسبب دعوتك ، أنا أقدم عليك عرض عمل أريدك أن تعمل عندي في شركتي براتب عالي جدا إكراما لك.
وافق الرجل على العرض وأصبح يعمل معه في شركته وانقلبت حياته من فقر وجحيم إلى غناء ونعيم ، فسبحان الله.