يروي أحد الدعاة قصة واقعية عجيبة يقول فيها أنه رأى النبي صل الله عليه وسلم في المنام يأمره بأن يخبر فلان بن فلان أنه رفيق رسول الله في الجنة.
إستيقظ الداعية وقد حفر إسم الرجل في ذاكرته ، نظر في أسماء من يعرفهم لكنه لم يجد فيهم من يحمل ذلك الإسم ،
إستحوذ عليه الأمر حتى دنا الليل فنام وهو يحمل هم تبليغ رسالة النبي عليه الصلاة والسلام ، فتكررت الرؤيا مرة أخرى!
مرت الأيام ولم يعثر ذلك الداعية على الرجل الذي سماه له النبي ، غادر بلده قاصدا بلد الحرمين ليعتمر ،
وفي الليلة التي أتم فيها العمرة ، رأى رسول الله صل الله عليه وسلم في منامه يأمره بأن يخبر فلان بن فلان أنه رفيق رسول الله في الجنة.
أوّل الداعية تلك الرؤيا الأخيرة بأن الرجل المقصود ربما يقيم ببلد الحرمين ،
قص الأمر على صديق له بمكة وبعد مدة من البحث تأكدا أن الرجل الذي سماه النبي في الرؤيا ،
موجود بالرياض وقد حصلا على عنوانه.
سافر الداعية مع صديقه إلى الرياض قاصدين بيت ذلك الرجل ،
وما إن وجدوه حتى أخبره الداعية أنه معه له بشرى من النبي عليه الصلاة والسلام لكنه لن يخبره إياها ،
حتى يخبرهم هو عن السر الذي بينه وبين الله.
أخبرهم الرجل أنه لا يعلم من نفسه خاصة طاعة ،
فهو يصلي الفرائض مع الجماعة ويقرأ وردا يسيرا من القرآن ولا حظ له من قيام الليل!
إستعجب الداعية!
يأتيه النبي الكريم ثلاث مرات في المنام ليخبره أن رجلا من عامة المسلمين يقيم الفرائض فقط رفيقه في الجنة!
إقرأ أيضا: يروي د إبراهيم الفقي رحمه الله قصة حصلت له فيقول
سأل الرجل عن البشرى فقص عليه الداعية أمر تلك الرؤيا التي رآها ،
فتجمدت الدموع في عين الرجل تكاد تغلبه ، وهمس إليهم أن يخبرهم بأمره
شرط ألا يذكروا إسمه بين الناس ، فأقسموا ذلك.
أخبرهم بأن جاره قد توفى منذ عام أو يزيد تاركا خمسة أيتام صغار ،
وأنه سمع زوجة جاره تبكي مستجيرة بالله مخافة العِيلة والحاجة ،
فعزم أن يحقق ظنها بالله وقرر أن يقسم راتبه بينهم وبينه.
ومنذ ذلك الحين وهو يرسل إليهم نصف راتبه كل شهر دون أن يعلموا من الذي ينفق عليهم ، حتى إنه أسرّ الأمر عن أهل بيته.
فعله لله وحده قاصدا أن يحقق ظن الأرملة بالله فبشره الله بمجاورة رسوله صل الله عليه وسلم في الجنة.