يرى بعض الأشخاص الحقيقة من منظور واحد
يرى بعض الأشخاص الحقيقة من منظور واحد ، لكن هناك القلة يرونها بعين الحقيقة الكاملة كما لو أنهم عاصروا الموقف في الزمان والمكان ،
كل هذا ببعض من الدلائل التي قد يحصلون عليها لديهم عقل بارز لا يتوقف عن العمل والتفكير في أصغر أصغر الأدلة والبراهين ،
هذا ما كان يميز تميم عن باقي زملائه من المحققين.
ففي أخر قضية كانوا يرون القاتل يتجول هنا وهناك ، ولم يشكوا به قط عدا هو ظل يبحث وضرب بأدلتهم ،
وما توصلوا إليه بعرض الحائط كما يقولون.
فكل ما ذكره في الملف والمحكمة كان هو عين الصواب بعد أن جعل المجرم يظن نفسه بريء ،
وطلب منه المساعدة ليثق به.
كان تميم يخطط له ليوقعه في شر أعماله خطوة بخطوة فأشاد به الكثير وطلبه عدد كبير من الأشخاص للتحقيق في قضيتهم ،
لكنه لم يكن يستقبل سوى الحالات المتعسرة.
تضيء الأنوار ويظهر الرجل الذي كان يقص عن تميم وإنجازته أمامه رجلين وخلفه شاشة كبيرة ،
معروض عليها رجل في أواخر الثلاثين يرتدي معطف أسود حليق اللحية شعره أسود يتخلله بعض الشعيرات البيضاء التي تعطيه وقار.
عيناه حادة كالصقر رغم صغرها لديه اعوجاج في أنفه ملحوظ نوعًا ما ،
ثغر ليس بالكبير ذات شفاه مكتنزة يمتلك بشرة مخملية رغم ما بها من بثور طفيفة على كلا الخدين.
قال أحد الرجال الجالسين نحو اليمين من ذاك الشخص الواقف كان جالس يرتدي حلية رمادية يبدوا قصير القامة ليس كثيرًا ،
يمتلك شارب صغير مع لحية تشبه بما تسمى الموضة ، شخص على ما يبدوا في مقتبل الثلاثين.
قال بتساؤل : ماذا بعد سيد قطب؟
إقرأ أيضا: يحكى أن إمرأة فقيرة كانت تتدين كل يوم من صاحب البقالة
تحدث الرجل الواقف وهو يضع يده في جيب بنطاله الأسود الذي ارتدى عليه قميص من اللون البيج ،
كان مفتول العضلات محافظ على بنيته لديه شعر أبيض وبشرة قمحية كان ينظر أمامه مفكرًا ،
ليجيب الذي ناحية اليسار وهو يقف كان طويل القامة بالنسبة للسيد قطب نحيل الجسد نسبيًا لديه شعر أسود يصل إلى أخر عنقه ،
يرتدي ملابس كلاسيكية فقال مازحًا : ماذا بعد محمد ألا ترى أنه منغمس في التفكير!
ليقف محمد هو الأخر كاد أن ينطق فقاطعه قطب بصوت رزين : لست منغمس يا عمر.
ليضع قطب يده على كتف محمد والأخرى على عمر ،
سرعان ما أكمل حديثه وهو ينظر للورق الموضوع على المنضدة :
هذه البداية فقط فلدينا مؤخرًا قضيتين لم يتمكن أحد من حلهم ، لذا استعنا بالمحقق تميم وسوف يأتي غدًا كونا على أتم الاستعداد ،
فهو صارم بعض الشيء ، ولا يجعلك تعرف سوى ما يريد هو أن تعمله فأنا أعرفه كما يقولون عز المعرفة.