يسير في الطريق كانت الساعة الثالثة عصرا ، هو شاب في العشرين من عمره ، متوسط الطول ، في الفرقة الثانية من الجامعة.
كان عائدا من الجامعة في ذاك الوقت كان الطريق خالي من المارة.
عندما توقف أمام باب منزله ، شعر بصوت شيء يصطدم بحائط ، سرعان ما تراجع خطوتين للخلف ليرى ما حدث ، لكنه لم يجد شيئًا.
اهتز الهاتف الذي في يده معلنا عن وصول مكالمة لينظر فوجدها من والده.
محمود : مرحبًا.
أشرف: كيف حالك ، هل وصلت للمنزل؟
تقدم محمود ، لكي يضع المفتاح في الباب ليدخل المنزل ،
سرعان ما رأى ذاك الشيء الأسود الموجود بجوار المنزل المجاور له دخل المنزل ، وهو يجيب والده.
محمود : أجل أبي ، لقد وصلت توًا.
أشرف : جيد ، سأحادثك في وقت لاحق لدي الكثير من العمل الآن.
محمود : حسنا ، إلى اللقاء.
أقفل محمود المكالمة مع والده ، وهو يقوم بالضغط على مقبس المصباح ليضيء المنزل.
وضع المفاتيح التي بحوزته في مكانها بجوار الباب ، ثم سار متجهًا للداخل ، حتى وصل لغرفة المعيشة ليرتمي بجسده على الأريكة ،
ما لبث أن سمع شخص يدندن في المطبخ ، لكن كيف وهو الوحيد الذي في المنزل!
ظن أنه لص ما ، هنا سار على أطراف أصابعه ، ليصل للمطبخ لينظر بحذر من خلف الجدار كي يرى من بالداخل ، حينها لم يجد أي شخص!
اعتدل في وقفته ودخل المطبخ ، لكن المكان كما هو لم يتغير فيه شيء ، كما تركه صباحًا!
محمود: لمن هذا الصوت إذًا ، يبدوا أنني أتوهم.
إقرأ أيضا: كندي كفيف ولد فاقد للبصر
غادر المطبخ ليتجه للغرفة المجاورة ألا وهي غرفته ،
كانت مرتبة اقترب من المنضدة التي هي مقابلة للفراش ، ليقوم بالجلوس أمامها ليفتح اللاب توب.
محمود : لنرى الرواية التي لا تريد الإنتهاء.
فتح اللاب توب ليضغط على الأزرار بتكاسل ليفتح الملف ، فجأة فرغ فاهه ؛
لأن الملف كان فارغ ، عدى من تلك الكلمات المكتوبة بالعكس ، والتي لا تفهم منها شيئا!
محمود بصدمة وذهول : ما هذا كيف حدث؟
ليمسك هاتفه باستعجال ، ليقوم بفتح الملف سرعان ما هدأ من روعه ، ثم ابتسم.
محمود : الحمد لله.
هنا قام بتوصيل الهاتف باللاب ، لكي يحفظ الملف من جديد ، ويكمل ما يفعله.
أثناء تحميل الملف أعلنت معدته عن الشعور بالجوع ، وبدأت تصدر أصواتها المعهودة في ذاك الوقت.
قبل أن يقوم من موضعه رأى ظل أسود طويل يقف خلفه ، رأى انعكاسه على شاشة اللاب توب ، ابتلع الماء الذي تكون في فمه ،
وشعر بالخوف ، أغمض عيناه ، وهو يضع يده على قلبه ليهدأ من ضربات قلبه المتسارعة ،
ليفتح فمه فجأة ويدير رأسه ، كي يرى من هو ، لكن لا يوجد أحد.
بل كان إنعكاس لثياب معلقة ، لكن نظرًا لهواء المروحة اتسعت لتبدوا مخيفة نوعًا ما.
محمود : لمَ يحدث كل هذا معي اليوم!
قاطعه صوت معدته من جديد.
محمود محدثًا معدته : انتظري قليلًا ، سأعد الطعام!
قام من موضعه ، ثم غادر الغرفة ليتجه إلى المطبخ.
وقف في المطبخ أمام الثلاجة ليرى ماذا سيأكل.
إقرأ أيضا: قصة الفتاة التي أحبها الجميع
قطع تفكيره صوت فتح باب غرفته ، ويصدر صوت صرير مخيف ،
ليغادر المطبخ لكي يشاهد ماذا يحدث ، وهذه المرة ليس خائفًا ، بل تعود على أنها تخيلات من عقله ؛
لأنه قضى حياته بأكملها في هذا المنزل فكيف سيشعر بالخوف منه؟
اتجه إلى غرفته ليقف ثواني أمام الباب ما لبث أن المصابيح أصبحت تهتز وتضيء وتنطفئ.
محمود يحاول أن يطمأن نفسه : بالتأكيد هذا لأن التيار سينقطع!
فجأة هناك يد امتدت من الداخل ، لكي تمسك الباب ، وتقوم بفتحه ، وهو يصدر صرير مخيف ، لا يعلم لمَ المكان أصبح مرعب هكذا؟
قدماه لم تعد تحمله ، فسقط على الأرض ، وهو ينظر بخوف ممزوج بالرعب تجاه تلك اليد السوداء التي تفتح الباب.
محمود بصوت على وشك البكاء من الرعب : من أنت.
يحاول الوقف والركض للخارج ، لكن لا يستطيع كما لو أن أحدهم ممسك بقدمه ومثبته على الأرض ،
ولا يريده الإبتعاد عن هنا.
حاول مرارًا ، وتكرارًا ذاك الشيء قد شارف على الظهور من خلف الباب ،
وهو يصدر صوت خربشات أظافر على الخشب مع صوت حشرجة وهمهمات مخيفة.
محمود بصياح : أرجوك دعني أذهب.
أغمض عيناه ، هدأ كل شيء ليفتح عيناه ببطء لينظر حوله ليجد تلك العيون أمام عيناه مباشرة ،
تحدق به بسوادها المخيف الذي يشع بالرعب ، وأكبر ابتسامة مخيفة قد رأها من قبل.
ليقف ذاك الشيء الأسود الطويل ، ويحدث صوت مخيف ليزداد طوله ،
ويلتف حول نفسه يشبه الدوامة سرعان ما ضحك عاليًا ليصرخ محمود بصخب ، ويحدث ضجيج في المنزل ،
فجأة دخل بجسد محمود الذي بدأ جسده يتلوى ، ويقوم بفعل حركات غريبة ، وتساقط الدم من عيناه.
إقرأ أيضا: قصة شاب قال لن أصلي حتى تجيبوني على ثلاثة أسئلة
فاق محمود من تفكيره على رائحة الطعام ، وهي على وشك الإحتراق.
أقفل النار على الطعام ، وهو ينظر حوله ، ثم ركض ليفتح باب غرفته ، لا يوجد شيء مخيف أو يدعي للرعب.
محمود بفرحة عارمة : كان من وحي خيالي ، أه كان هكذا بالطبع.
أمسك هاتفه ، ويغادر الغرفة متجهًا للمطبخ ، ومن ثم وضع الطعام في الأطباق ،
ليأخذهم ليضعهم على المنضدة التي في غرفة المعيشة.
كان الطعام عبارة عن طبق فيه فاكهة ، والأخر به ساندويش قد قام بصنعه.
رسمت ابتسامه على شفتيه ، ثم أمسك هاتفه ، ليقوم بتصوير الطعام ، لكن ظهرت علامات التعجب على وجهه ؛
لأن الطبق الذي يوجد به فاكهة فارغ ، رفع هاتفه لينظر للطبق أمامه ، لكنه وجده كما هو أعاد تصوير الطعام ، لكن نفس الشيء يختفي.
محمود : ماذا بعد!
وقف ، ثم رفع الهاتف ليدير به في جميع الإتجاهات ليرى هل يختفي شيء أخر ، أم هذا فقط ، لكنه وجد كل شيء طبيعي!
جلس مجددًا على الأريكة ، وأمسك الطبق في يده ، لكي يقوم بتصوريها ، لكنه يحدث نفس الشيء.
هنا شعر بأن هناك من ينظر له من خلال الممر الذي يؤدي للمطبخ ،
نظر إلى المكان لم يجد أحدًا ، قرر أن يجرب ، ويقوم برفع الهاتف ، لكي ينظر للمكان مرة أخرى من خلال الكاميرا ،
ليتملكه الرعب ، ويسقط الطبق من يده ليحدث صوت مدوي أثناء سقوطه لينكسر ،
ويتناثر الذي كان به على أرضية الغرفة.
فتتدحرجت البرتقالة بإتجاه الممر ، ليتبعها بكاميرا هاتفه ، ليجد نفسه ملقي على الأرض نصف جسده العلوي يظهر من الجدار ، والأخر مختبئ خلفه.
ليسير برعب وخوف ممزوج بالحذر الشديد ، أنفاسه تعلو وتهبط ، يكاد يسمع دقات قلبه التي ترتعد من الرعب.
إقرأ أيضا: معجزة حدثت لفتاة سودانية مؤثرة جدا
قبل أن يقترب من الجاثي على الأرض ، فجأة هناك من قام بجذبه فجأة للخلف ،
ويصدر صوت السحب مع خربشات أظافر تحفر على أرضية المنزل ، ليصرخ عاليًا ، ثم توقف ،
سرعان ما كان هناك شيء يحثه على الإستمرار.
ليقف أمام الممر ، لكنه لا يرى شيئًا الباب مقفل كل شيء طبيعي ، إذا به يقوم برفع يده ،
وهي ترتجف من الرعب التي تمسك بالهاتف ، وينظر من خلالها ،
ليجد أن هناك خربشات على الأرض بارزة بوضوح ، وهذا الدم الموجود على الجدار.
عقله يتصارع فيه الأفكار ، فكيف لكاميرا الهاتف أن ترى هذا ، أما عيناه فلا؟
ليسير بخطوات تارة تتقدم ، أخرى تريد الخروج من هنا والهرب.
ليقترب من الغرفة ، ما لبث أن تخطى المطبخ ، ليسمع صوت الأواني تسقط على الأرض ،
والصنبور قد تم فتحه لتسقط قطرات من الماء متتالية لتضيف بعضًا من الرعب أكثر من ما هو موجود!
وهذا لا يمكن تحمله من شدة الخوف.
رفض أن يعود ليرى ما حدث بكى بصمت وقلبه يكاد يتوقف من الخوف ، وتعالت نسبة الأدرينالين في جسده للغاية.
هنا وقف أمام باب غرفته تمامًا ، لينزل هاتفه ويرى ما بها ليجد الباب مغلق ، ليرفع هاتفه بسرعة ،
ومن ثم ينظر ليجد الباب مفتوح على مصرعيه ، وهي هادئة لا يوجد شيء ، تمالك نفسه ، لينزل الهاتف مجددًا ،
ويتصبب عرقه بغزارة على جبينه ، ورفع هاتفه بصعوبة وخوف مرة أخرى ، وتنهمر الدموع على وجهه ،
ليرى يد تخرج من بين الجدار والسرير ، سرعان ما وضعتها على السرير ، تريد الصعود للسرير ،
فيبدأ الفراش بالإرتفاع عن الأرض من جهة الباب.
لم يتحمل رؤية المزيد لينزل هاتفه في تلك اللحظة انقطع التيار الكهربي ، ليراه أمامه مباشرة من بين الظلام الدامس بعيناه المتسعة التي تشع نارًا ،
وفمه المبتسم الكبير الذي تظهر أسنانه الكثيرة لينقض على محمود!