يقول أحد الأخوة زوجتي كانت تجمع أطفالي قبل الإفطار كل يوم في رمضان
فتدعو وتقول : يا رب أرزقنا بيت ملك أمامه نهر.
فكان أطفالي يرددون خلفها ويقولون :
يا رب أرزقنا بيت ملك أمامه نهر.
فكنت أضحك من فعلها وأقول لها :
بيت ملك واقتنعنا ، أما أمامه نهر ، كيف ونحن في بلد صحراوية ؟!
فكانت تجيبني بقولها :
قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
سأدعوا الله بما أشتهي وأريد وسيعطيني فإنه كريم قدير.
فكنت أقول في نفسي : ونِعَم بالله ، الله قادر على كل شيء ، لكن بالمنطق أمر شبه مستحيل!
ظلت زوجتي على هذا الحال تدعو وتدعو وتدعو وأطفالي يؤمنون معها طيلة الشهر ، آمين ، آمين.
وحين إنتهى رمضان ، أتيتها ضاحكاً وأنا أقول لها :
أين البيت ؟ وأين النهر ؟
فكانت ترد : سيعطيني الله ولن يخيبني!
تقولها بكل ثقة ويقين بالله.
وأقسم لكم بالله ، كأني شعرت بالبيت موجود أمامي من شدة ثقتها بالله.
يقول : ما إن إنتهت من صيام الست من شوال إلا وقد حدث أمر عجيب!
بينما كنت أهُمُّ بالخروج إلى المسجد لصلاة العصر ، إذ أتاني رجل من أثرياء مدينة الرياض ،
كنت أراه في المسجد دائماً فسلَّم عليَّ ، وبعد السؤال عن الحال والأحوال ، قال لي :
أنني أملك منزلاً نصفه لوالدي والنصف الباقي منه مستغنون عنه أنا وعائلتي ،
قد وسّع الله علينا من فضله وكرمه ، هل تحب أن تأخذه وتسكن به بدون مقابل ؟
وحين رآني متعجباً قال لي : لا عليك ، إن أردت أن تدفع فادفع الذي تستطيع عليه ؟!
إقرأ أيضا: مشيئة الله
فأصابتني قشعريرة في جسدي من هول ما سمعت ، وتذكرت دعوة زوجتي!
أخبرت زوجتي بما حصل فقالت من أعماق أعماق قلبها :
( يا ربّ لك الحمد ، يا ربّ لك الحمد ).
المهم أخذنا البيت ولكن استحيينا أن نأخذه بلا مقابل ،
فجمعنا المال من هنا وهنا حتى حصلنا على 7 آلاف ريال فقط ، سلمناها للرجل.
وقلت في نفسي وأنا أدفع المبلغ :
(من صدق الله صدقه ، ومن تيقن بالإجابة وجد)
بعد رمضان بفترة قصيرة إمتلكنا منزلاً في حي راقي من أحياء الرياض
ثم إستدركت زوجتي قائلة : أنه لفت نظري أمر؟!
فقلت لها : ما هو ؟
قالت : كنا نسأل الله أن نملك منزلاً أمامه نهر ، ها هو البيت ، فأين النهر ؟!
فصرت أضحك من قولها ولكن صدقوني في داخلي يقين كبير بالله ، فعلاً أين النهر ؟
حدَّثت زوجتي حينها أحد مشايخ العلم ، وقالت له : أليس الله عز وجل يقول : ادعوني استجب لكم ؟!
قال الشيخ لها : بلى.