يقول أردت شرب القهوة
يقول أردت شرب القهوة ، فحملت إبريق القهوة السريع وملأته بالماء وبودرة القهوة ، أشعلت الفرن وانتظرتها حتى جهزت ،
فسكبتها في فنجاني المعتاد مع ملعقتين من السكر ، فعلت تماما كما كانت تفعل أمي لكنها لم تكن كقهوة أمي!
أضفت لها السكر حتى غدت سكرا وبعض قهوة ، ومع ذلك لم تصبح كقهوة أمي!
رميتها وذهبت في زيارة لبيت أختي ، فهي ابنتها وقد علمتها إعداد القهوة وأكيد أنها ستكون كقهوتها ،
وما إن ارتشفتها أدركت أنها ليست مثلها ، فانصرفت!
وذهبت إلى منزل جدتي أم أمي ، فهي من علمتها إعداد القهوة ، وأكيد أنها مثلها ، وما إن تذوقتها أدركت أنها ليست كقهوة أمي!
وذهبت إلى أفضل من يعد القهوة في البلدة ، لعل قهوته أفضل من قهوة أمي ،
وما إن ارتشفتها أدركت أنه يستحيل أن تكون أفضل من قهوة أمي!
تساءلت ، أين أجد قهوتك يا أمي!؟
حينها ، ذهبت إلى سريرها وجلست قربها ، كانت متعبة جدا ، مريضة منذ أسبوع ، فسألتها ،
كيف تعدين قهوتك يا أمي؟ لم أجد أي قهوة مثلها؟
حينها ابتسمت وقالت لي ، أ تعلم ، تزوجت منذ أربعين عاما ولازالت أتعلم إعداد قهوة كقهوة أمي ولم أفلح في ذلك ،
ومازلت لليوم كلما أزورها أشتهي قهوتها وكأن ليس مثلها قط!
لذا ، لن تجد مثل قهوة أمك ، وخبز والدك ، وحلويات شقيقتك ، وسرير شقيقك ، وكرسي صديقك ، وحضن جدتك ،
وعكاز جدك ، لن تجد مثلهم مهما بحثت ، لكنك ستجد أمورا أجمل ، كابتسامة زوجتك ، وغمرة بنيتك ، وضحكة ولدك ،
فحاول الحفاظ عليهم قدر المستطاع ، فإن غابت عنك أشياؤهم الجميلة واختفت ، لن تعثر عليها مهما حاولت.