يقول الروائي الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي
يقول الروائي الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي لن يذكرك الناس كثيرا بعد الموت ،
ما هي إلا أيام قلائل ثم تكون في عداد المنسيين ، فكأنك لم تولد ولم توجد.
سوف يأتي ذكرك مرات قليلة من قبيل الصدفة ، لكنك ستفنى نهائيا مع قدوم أجيال جديدة إلى الحياة.
إن الناس حينها لن تتذكر من أنت ، ولن تتذكر مبادئك التي كنت تتمسك بها طوال الوقت ،
كما لن يذكروا إن كنت شهما نبيلا ، أو شريرا سيئا.
وفي كلا الحالتين أنت لن تستفيد من كلامهم شيئا.
عش حياتك بالطريقة التي تراها أنت ، بالطريقة التي تجعلك سعيدا فالعمر عمرك أنت ،
والأيام التي ستمضي لن تعود أبدا!
عش عمرك بما تراه مناسبا.
وأقول : بعد 100 عام مثلا 2123 سنكون جميعا مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيسكن بيوتنا أناس غرباء ،
ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئا عنا ، فمن منا يخطر والد جده على باله ، مثلا؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ، أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان.
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ، وبمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام!
إن وجودنا ليس سوى ومضة في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين ، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ،
كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه.
فلنعرف إذا حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ، وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور!
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالإستزادة منها سخيفة ،
وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات ، وعمل الصالحات !
طالما لا زال في العمر بقية ، فلنعتبر ونتغير.