يقول صديقي بعد مرور ستة أشهر من زواجي بالفتاة التي لطاما تمنيتها أن تكون رفيقة دربي.
تعرضت إلى أزمة ماليّة مفاجئة ، بعد العديد من الصفقات الفاشلة في عملي ،مما جعلنا ننهار مادياً بطريقة كارثيّة.
لم أكن أتوقع حدوث ذلك أبداً ، فقد مررنا بأيام عصيبة ومؤلمة شعرت فيها بذنب كبير.
مرت الأيام واقترب موعد عيد ميلاد زوجتي الأول وهي معي ، كنت أخطط لذلك اليوم منذ مدة ،
بل واخترت الهدية التي سأشتريها لها ، ولكن الآن كل شيء تغير ، لم يعد بإمكاني شراء حتى هديّة بسيطة تخفف عنها التعب
وتنسيها ولو قليلاً زوجها الفاشل مادياً.
قمت بزيارة بعض الأصدقاء حتى أقترض القليل من المال ولكن لا جدوى ، وكأنه إختبار أرسله لي اللّه لسبب ما.
في البداية راودتني القليل من الشكوك حول إستمرار علاقتي بزوجتي ، فقد أصبحت أتوقع رحيلها في كل لحظة ، والسبب معروف.
في ليلة عيد ميلادها عدت إلى المنزل بخطوات ثقيلة وبطيئة ، أحمل فوق ظهري جبلاً من الخيبات والإنكسارات.
لا أعرف حتى الكلمات المناسبة التي سأقولها لها حتى أهنئها وأواسيها في نفس الوقت.
فتحت الباب وكما توقعت ، ظلام ، صمت ، وحزن ،
إقرأ أيضا: قالت له وهي تتلعثم أنا امرأة لا تصلح للعلاقات
وبمجرد أن أنرت المكان ، تفاجئت بمشهد لم أتوقع رؤيته أبداً.
زوجتي تحمل بين يديها باقة زهور يطغى عليها اللون الذي أحبه كثيراً ، كل أرجاء المنزل مزيّنة بدقتها وجمالها.
مرطبات عيد الميلاد جهزتها بنفسها ، وإبتسامتها التي أبهجت ثنايا قلبي.
توجهت إليها مسرعاً ، وعانقتها بكل ما تبقى من قلبي ، ثم قلت لها بصوت خافت ، أيعقل هذا! إنه عيد ميلادك أنت! وأنا الذي يجب أن يفعل كل هذا.
حينها إبتسمت وقالت لي ، ما الفرق بيني وبينك؟
أنت تعلم أن قلوبنا تعيش بنفس واحدة ، يكفيني أن أرى إبتسامة قلبك وتلك أفضل هدية بالنسبة لي.
ثم أكملت مازحة ، ولكنني مدينة لك بحفل عيد ميلادك القادم ، لا تنسى!
في ما بعد علمت أنها اقترضت المال من أمها وجهزت كل ذلك حتى تفاجئني أنا ، في يوم عيد ميلادها هي أمر لا يصدق حقاً!
ولكنه حدث ، وفعلا كان إختباراً من اللّٰه حتى أقتل كل الشكوك التي كانت تراودني حول علاقتي بها.
كل ذلك جعلني أتأكد أن الهدية الثمينة والباهضة لا دخل لها في إثبات حبك لشخص ما ،
بل المواقف ، المواقف هي التي تتكفل بكل ذلك.