يقول صل الله عليه وسلم أكثر منافقي أمتي قراؤها
حذر النبي صل الله عليه وسلم من النفاق كله ؛ لأنه يورد صاحبه المهالك ، وهو من صِفاتِ غيْرِ المُؤْمِنينَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ صل اللهُ عليه وسلم : “أكْثَرُ مُنافِقي أُمَّتي قُرَّاؤُها”
وهم الذين يَحْفَظونَ القُرْآنَ ويَقرَؤونَه ويُقرِئونَه غيرِهم لأجْلِ الدُّنيا ، لا لأجْلِ الآخِرَةِ وما عندَ اللهِ تعالى ،
وهذا مِن النِّفاقِ العَمَليِّ ، وهو التَّصنُّعُ ببَعْضِ الأعْمالِ الدِّينيَّةِ لنَيْلِ الدُّنْيا ،
كعَمَلِ بعْضِ القُرَّاءِ المُتَّصلينَ بأهْلِ الدُّنْيا ومُلوكِها الطالِبينَ لِمَا في أيْديهم.
وليس المُرادُ كُلَّ القُرَّاءِ ؛ فقد يكونُ من بعْضِهم قِلَّةُ الإخْلاصِ في العَمَلِ ، والتَّبرُّؤُ من الرِّياءِ والسمعة ،
ولكنْ لا يوجب ذلك أنْ يكونَ مَن فَعَلَ شيئًا من ذلك من غيْرِ اعتيادٍ له منافِقًا.
فالحديث مخيف ، مخيف جدا ، حتى بأخف معانيه!
فيا قارئ القرآن احذر احذر ، ولا تغفل عن قلبك طرفة عين.
سَلِّم أمرك لله وتذكر أنه أخفى من دبيب النمل ، فعليك بما وُّصِيَ بِه صِدِّيق هذه الأمة :
” اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم “
وحين تصبح وحين تمسي : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
الراوي : عبدالله بن عمرو وعقبة بن عامر وعصمة بن مالك.
المحدث : الألباني.
المصدر : صحيح الجامع.