إسلام

يوم اليمامة

يوم اليمامة

تفوق جيش مسيلمة أول الأمر ، وكثر القتل في المسلمين وكان أكثره في الحافظين والسابقين.

عظمت المحنة ، واشتدت الأزمة ، فأخرج كل صادق ما في جعبته ، كل يبغي حث إخوته ، ونصر دينه وأمته.

فوقف سالم مولى أبي حذيفة مظهرا الثبات والقدوة من نفسه قائلا :

بئس حامل القرآن أنا إن أتي الناس من قبلي.

وقال زيد بن الخطاب : أيها الناس ، عضوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم ، وامضوا قدما ،

والله لا أتكلم حتى ألقى الله فأكلمه بحجتي.

وينادي أبو حذيفة : يا أصحاب سورة البقرة فيجتمع عليه حفظتها بعد شتات ولا زالوا كذلك حتى نصر الله المسلمين واختارهم شهداء.

ما أكثر اليمامة في أمتنا ، وما أقل الصائحين.

كل منا ينتظر غيره وينسى دور نفسه حتى كادت سيوف بني حنيفة أن تحصدنا جميعا!

غابت عن أرجائنا صيحة سالم ، وعزمة زيد ، ونداءات أبي حذيفة ،

لا لفقدهم وإنما لأن جميعنا يستصغر نفسه ، ويظن أنه مبحوح الصوت ، ضائع الأثر.

مع أنهم يوم اليمامة الأولى لم يكن عندهم مكبر صوت ، ولا هواتف ذكية ، ولكن الصدق رفع أصواتهم ، وخلد كلماتهم!

أيها المنتظرون حتى ينكسر بنو حنيفة وحدهم ، خاب فألكم وظنكم.

إنما هزم مسيلمة ، كل المجهودات المسلمة!

خالد بقيادته ، وزيد بصحوته وصيحته ،
وحتى يعيد خالد تنظيم جيوشكم ، لا تحرموه هباتكم وصيحاتكم.

فمن يدري ربما يكون سبب نصر خالد ، إيقاظ أبي حذيفة للجيش وحده ، وهو لا يدري!

ابذلوا جهودكم ، لتعذروا إلى ربكم.

إقرأ أيضا: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ

1 3 4 10 1 3 4 10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?