يوم خطوبتنا وقبل أن يضع الخاتم بالإصبع
يوم خطوبتنا وقبل أن يضع الخاتم بالإصبع
فاجأني بشرط على غفلة مني ، كان شرطه الوحيد أن أصارحه بكل ما أحمل معي من بقايا الماضي ،
وكان سؤاله واضح جدا لأبعد حد ، وقصده أوضح من ذلك ، بنبرة حادة تحمل من الجد ما تحمل ،
هل لك سر أو شيء تودين إخباري به قبل أن نبدأ حياتنا معا ؟
ارتبكت حقا ، فأنا لم أعتد أن أعيش موقفا حادا ومصيريا لهذا الحد ،
بدأ وجهي مرتبكا وقلقي ظاهرا فعدلت حجابي وجلستي ، وقلت بنبرة مرتجفة ماذا تعني بسر ؟
فرد بنبرة هادئة ، أقصد هل هناك ما تخفينه عني ؟!
أريد أن نبدأ حياة صافية لا يدنسها ماضي أحدنا فيما بعد ، وأنا أشهد الله أمامك أني لا أخفي عنك شيء ، فماذا عنك ؟
هذه الجملة الأخيرة زادت من رعبي وارتجافي ،
كيف سأخبره أني أخطأت بحق نفسي قبلا وأني لم أصن قلبي وانني قد أحببت قبله وأن أثر هذا الجرح لم يلتئم بعد ؟
هو شخص طيب و رجل صالح ، لا أريد أن أحكي فأخسره ، لكني في نفس الوقت لا أريد أن أخفي عليه شيء ،
أريد أن أكون صريحة بل أكثر مما يريدني هو، فآخر ما عشته كان قادرا ليستنزف طاقتي ،
فما عاد في داخلي قوة تتحمل أذى اخر ، أو تحمل تركي من قبل شخص اخر وانا في عز تعلقي ،
فإن كان تاركا لا محال ، فالأفضل تركي الان ، لكنني في نفس الوقت لا أريده أن يتركني ،
شيء ما يجذبني نحو هذا الرجل ، شيء آخر تماما ، شيء ما يخبرني انه الشخص المناسب ، إنه سيكون السند ونعم العوض ،
إقرأ أيضا: اعترافات لم تعد خاصه
استجمعت نفسي دفعة واحدة و قررت أن أتشجع بما تبقى مني من قوة وأخبره عن قصتي ،
وليكن ما كتبه الله ، فإن كان خيرا بقى وإن كان شرا ترك .
تمالكت نفسي وقلت له مطأطأة الرأس: بل لي سر لابد أن تعرفه قبل أن تتخطى معي عتبة الزواج، فما كدت اقول،
حسنا أنا حتى ابتسم وقاطعني قائلا ، أعرف كل ما عشتيه قبلا ،
ولي علم بحبك القديم وبجرحك أيضا، لكنني أردت فقط اختبارك ما ان كنت ستشاركينني أسرارك من البداية أم سترفضين.
كما كنت أريد أن اعرف هل ستحاولين إخفاء شيء ثقيل كهذا ، أم أنك ستقاسمينني أحزانك وآلامك ،
لكنك كنت عند حسن ظني ، فأنا لا أذكرك بماضيك أبدا ، بل جعلته نقطة بدايتنا ، لتعلمي أنه أحيانا نهاية قصة ، قد تكون بداية قصة جديدة ،
بل قد تكون أجمل مما سبق ، ولتعلمي أنه لم يكن خيرا لقلبك ، فذاك حب عشتيه في الحرام فلم يأذن له الله بالاستمرار رغم تعلقك به ،
وها قد عوضك الله على توبتك بحب جديد ، حب حقيقي سينسيك ما عشتيه ،
وأمام الله أعلنك حبا جديدا سيستمر لآخر العمر فكان نعم السند ونعم العوض فأحببته حبا كأنني ما أحببت قبله أحد .