ﺗﺰﻭّﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﻏﻨﻲّ
ﺗﺰﻭّﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﻏﻨﻲّ ، ﻟﻪ ﻣﺤﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺨﻴﻼ ﺟﺪّﺍ ،
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﺨﻬﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ،
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻻﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺳﻤﻌﺎ ﻃﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻮﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ ،
ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺝ أﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﺻﺎﺡ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻭﻃﺮﺩﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ :
ﺳﺎﻣﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ ، ﻓﻠﻮﻻ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ، ﻣﺎ ﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻚ .!
ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﻛﻼﻣﻪ ، ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ،
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ؟ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻐﻀﺐ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﺍﻓﻌﻞ ؟ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻟﻮ ﺍﺧﺬ ﺟﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﻳﺴﺪّ ﺑﻬﺎ ﺟﻮﻋﻪ !
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ : ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺟﻨﺎﺣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ؟ ! ﺃﺟﻨﻨﺖ ؟ .! ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﺫﻥ ، ﻗﻞ ﻟﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴّﺒﺔ .!
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺣﺮﻳﻘﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ،
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺭﻣﺎﺩﺍ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ،
ﻭﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻮّﺿﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺍﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻚ؛
ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻚ .!
ﻭﻃﻠّﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭّﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻀّﻌﻔﺎﺀ ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻳﺮﺩّ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﻼ .
إقرأ أيضا: في سوق الحرير بدمشق يروي أحد الشيوخ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،
ﺩﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻨﻬﻀﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺎﺭﻕ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ : ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﺷﺪّﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ :
ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺘﻴﻦ ، ﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻌﺸﺎﺋﻨﺎ ، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻭﻟﻦ ﻧﺨﻴّﺐ ﺭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻴﺒﻚ ، ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ .!
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ،
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ !
ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ :
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ؟ … ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ﺇﻧّﻨﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺪّﺓ ﺣﺰﻧﻲ .! ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴّﺒﺐ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ :
ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ، ﻭﺃﻣﺮﺗﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻷﻭﻝ .!
ﺛﻢّ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺤﻜﻲ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻭﻃﺮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺃﺳﻤﻌﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻻﺫﻋﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻷﻭﻝ .!
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻚ ﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻘﻮي ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃي ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻋﻄﺎﻙ ﺍﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ