ﺟﻤﻌﺘﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﺟﻤﻌﺘﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺷﻬﺮٍ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﺃﻳﻘﻨﺖُ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖُ ﺟﺴﺪﺍ ﻓﻘﻂ ،
ﺃﻣﺎ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻓﻬِﻲ حبيبة ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺇﺫ ﻛﻨﺖُ ﺃﻻﺣﻆُ ﻏﺮﻭﺏَ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺷﺮﻭﺩَ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﻲﺀ ،
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻧﻜﻮﻥُ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻓﻘﺔَ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ
ﻋﻠﻤﺖُ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺧﻄﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﺭُ ﺑﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ.
ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﺧﺸﻴﺖُ ﺃﻥ ﺃﻓﺎﺗﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉَ ﻓﻼ ﺃﺻﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻭﺩ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮُ ﻋﻦ ﺣﺪﻩ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺣﻴﺚ ﺑِﺖُّ ﺃﺳﻤﻌﻬﺎ ﺗﺌﻦُّ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕٍ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺎﻡ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ،
ﻭ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﺷﺠﻲ ﺗﻜﺴﻮﻩ
ﻧﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ : ‘ ﺇﺟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻲ ﺃﻗﺮﺏِ ﻭﻗﺖ !
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼُﺒﺢُ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻣﻜﺎﻧﻬَﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻴﻘﻆَ ﻭ ﺗﺮﻛﺖ ﻗُﺼﺎﺻﺔ ﻭﺭﻕٍ ﻛُﺘﺐَ
ﻋﻠﻴﻬﺎ :
‘ ﻻ ﺗﻨﺲَ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺏَ ﻗﻬﻮﺗﻚ ﻗﺒﻞ ﺫﻫﺎﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ،
ﺳﺄﺫﻫﺐ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ ﻭ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﺑﻌﺪ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﺃﺣﺒﻚ.
ﺻﺎﺭﺕ ﺗُﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻣﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﺗﻲ
ﺷﻜﺎ ﻭ ﺗﺴﺎﺅﻻ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻐﺎﺩﺭُ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻢُ ،
ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻔﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺧﻔﻴﺔً ، ﺣﺎﻭﻟﺖُ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗُﻘﺎﺑﻞُ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻴﻼ.
إقرأ أيضا: حب وتسويق
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺇﺳﺘﺴﻠﻤﺖُ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭ ﻗﺮﺭﺕُ ﺃﻥ ﺃﺗﻘﻔﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﻓﻘﻤﺖ
ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺣﺒﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﻣﻨﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻐﻠﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱُ ﻓﺄﻧﺎﻡ ،
ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻮﻡٍ ﺧﺮﺟَﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖِ ﻓﺨﺮﺟﺖُ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻭ ﺭﺣﺖ ﺃﺗﺘﺒﻌﻬﺎ
ﺧُﻔﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ !
ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﺗﻤﺸﻲ ﻣﻬﺮﻭﻟﺔ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ ﻣﻦ
ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺣﺬِﺭ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﻨﻜﺐُ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﻣﺎ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ،
ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﺤﻴﺒﺎ ﻓﺘﻮﺍﺭﻳﺖُ ﺧﻠﻒ ﺟﺬﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﻭ ﺭﺣﺖُ
ﺃﺭﺍﻗﺒﻬَﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ،
ﻭﺍﻟﻐﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ ﺗﻜﺎﺩُ ﺗﺨﻨﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻐﻴﻆ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓً ﺟﺪﺍ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭ ﻟﻢ ﺗُﻈﻬﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ، ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻳﻮﻡ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ
ﺑﺮﻓﻘﺘﻲ .
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ تبكين له؟ ﺃﺳﻜﻦ ﻓﺆﺍﺩﻙ ﻗﺒﻠﻲ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﻩ .
ﺃﻡ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺟﻴﺪﺍ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﺘﺨﻮﻧﻴﻨﻲ ؟
ﺇﻧﺘﻈﺮﺕُ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﻨﻬﺶ ﺭﻭﺣﻲ ،
ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖُ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺸﺖ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﻗﺼﺔ ﺣﺐٍّ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻭﺻﻠﺖُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﺄﺑﺼﺮﺕُ ﺇﺳﻤﻲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻮﻗﻪ.