إسلام

ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ

ﻗﺼﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ

ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻗﺎﺋﻼ : ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﻜﻔﻞ ، ﺃﻭﻗﻌﻮﻩ ﻓﻲ الزلل ،

ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻋﺠﺰﻭﺍ عن ذلك ، قال لهم إبليس : ﺩﻋﻮﻧﻲ ﻭﺇﻳﺎﻩ.

ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻴﺦ ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻘﻴﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻀﺠﻌﺔ ﻟﻠﻘﻴﻠﻮﻟﺔ ﻟﻴﻨﺎﻡ ،

ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﻌﺒﺪﺍ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻈﻬﺮ ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ،

ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ إلى ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ.

ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ أن ﻳﺜﻴﺮ ﻏﻀﺐ ﺫﻱ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻭﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ،

ﻃﺮﻕ ﺑﺎﺑﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﻴﻠﻮﻟﺘﻪ ﻓﻔﺘﺢ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺳﺄﻝ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ :

ﺃﻧﺎ ﻋﺠﻮﺯ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ، ﻭﺃﺗﻴﺘﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ.

ﻓﻔﺘﺢ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺴﺘﻤﻊ إلى ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﻩ ،

ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻤﺎﻃﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﺣﺘﻰ ﺣﺎﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺠﻠﺲ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﻓﺎﺕ ﻭﻗﺖ ﻗﻴﻠﻮﻟﺘﻪ ﻭﺭﺍﺣﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻢ ،

ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ، ﻓﺄﺗﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺁﺧﺬ ﻟﻚ ﺣﻘﻚ.

ﺧﺮﺝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻤﺠﻠﺴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ، ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ أيضا ،

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ إلى ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﻴﻠﻮﻟﻪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ : ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ : ﺇﻧﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﺧﺒﺜﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻚ ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻲ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻄﻴﻚ ﺣﻘﻚ ،

ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻚ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺣﻘﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.

ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ : ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﺄﺗﻨﻲ.

ﻭﻣﺮﺓ أخرى ﻓﺎﺗﺖ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺫﻫﺐ إلى ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ، ﻭﺷﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ،

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ ﻻ ﺗﺪﻋﻦَّ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎﻡ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: أسود اليرموك

ﻭﺃﺧﺬ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻣﻀﺠﻌﺔ ﻟﻴﻨﺎﻡ ، فأتى ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ،

ﻓﻘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ : ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻴﺖ ﺃﻣﺲ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﺃﻣﺮﻱ ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﺍﻵﻥ ،

ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻻ ﻧﺪﻉ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺮﺑﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻨﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﺼﻤﻴﻤﺔ على ﺃﻻ ﻳﺪﻋﻪ ﻳﺪﺧﻞ ،

ﻧﻈﺮ ﻓﻮﺟﺪ ﺛﻘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ، ﻭﺩﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ، ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ،

ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ : ﺃﻟﻢ ﺁﻣﺮﻙ ﺃﻻ ﺗﺪﻉ ﺃﺣﺪ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ أو ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ أنام.

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺘﺮﺏ ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺩﺧﻞ.

ﻗﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻐﻠﻖ ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻠﻘﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ أي ﻣﻨﻔﺬ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ إلى ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻌﺮﻑ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻠﻴﺲ ،

ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ، ﻓﻘﺎﻝ إبليس : ﻧﻌﻢ.

ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻘﺎﻝ إبليس : ﻟﻘﺪ ﺳﻠﻄﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻟﺘﻮﻗﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﻘﺪﺭ ،

ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺛﻴﺮ ﻏﻀﺒﻚ ﻭﺃﺟﻌﻞ ﺻﺒﺮﻙ ﻳﻨﻔﺬ ﻓﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺻﺎﺑﺮﺍ ﺣﻠﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻐﻀﺐ ،

ﻓﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻷﻧﻪ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺄﻣﺮ ﻓﺄﻭﻓﻰ ﺑﻪ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?