ﻟﻢ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﻮﺏ ( ﺃﻣﻴﺮ ﺗﻜﺮﻳﺖ )
ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﺃﺳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﻴﺮﺍﻛﻮﻩ ﻗﺎﺋﻶ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻟﻤﺎ ﻻﺗﺘﺰﻭﺝ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ : ﻻ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻲ !
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷ ﺃﺧﻄﺐ ﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻨﺔ ﻣﻠﻚ ﺷﺎﻩ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻠﻚ ﺷﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﺠﻮﻗﻲ
ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ :
ﺃﻧﻬﻢ ﻻﻳﺼﻠﺤﻮﻥ ﻟﻲ ! ﻓﻴﺘﻌﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﻭﻣﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ ؟ ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ : ﺃﻧﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺯﻭﺟﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﺪﺍ ﺗﺤﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺐ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﺎﺭﺳﺂ ﻭﻳﻌﻴﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﻪ ،
ﺃﺳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻛﻼﻡ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﺑﻬﺬﻩ ؟ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ :
ﻣﻦ ﺃﺧﻠﺺ ﻟﻠّﻪ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠّﻪ ، ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺖ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ،
ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺘﺎﺭ ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﻜﻠﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ،
ﻓﻴﺴﻤﻊ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﺩﺩﺕ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﻟﻴﺨﻄﺒﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﺼﻠﺢ ﻟﻲ !
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺃﺭﻳﺪ ﻓﺘﻰ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﺪﺁ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﺎﺭﺳﺂ ﻳﻌﻴﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ !
إقرأ أيضا: التاجر الأمين
ﺍلله أﻛﺒﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻷﺧﻴﻪ ﺃﺳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﻓﺾ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ،
ﻭﻛﺬلك ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎﺫﺍ ؟
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻨﺠﺒﺎﻥ ﻓﺎﺭﺳﺂ ﻳﻌﻴﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ
ﻓﻘﺎﻡ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬه ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻲ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ : ﻧﻌﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ، ﺗﺰﻭﺝ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺳﺖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺧﺎﺗﻮﻥ
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﻠﺺ ﻟﻠّﻪ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺘﻪ ﻓﺄﻧﺠﺐ ﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﺪﺁ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺎﺭﺳﺂ ﺁﻋﺎﺩ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍا ﻭﻫﻮ
- ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠّﻪ – ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ .
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍللّه-
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻤﻤﺘﻊ ﻋﻠﻰ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻘﻨﻊ.