التاجر الذكي الجزء الأخير
التاجر الذكي الجزء الأخير
قال وزير التجارة الصيني ما هذا ، قال سالم كل الصوف معرض لهذه المشكلة أرجوك أمهلني كي اصلح الأمر.
قامت جمانا بتخفيض سعر قماشها عن المتعارف عليه مما زاد الطلب على بضاعتها ،
واشتطرت على التجار المديونون لها بأن لا يشتروا من بضاعة سالم وستمهد لهم فترة تسديد الديون.
وضعتهم في مأزق وأخوة سالم لم يعرفوا كيف يتصرفون.
مر شهران عاد سالم محملا بمختلف الهدايا والبضائع كان في استقباله الرئيس وحاشيته ،
قال له كيف كانت تجارتك يا سالم ، أجابه بخير وناجحة حمدا لله.
عندها نطق المستشار وقال له تكذب فبضاعتك كانت فاسدة.
عندها قال سالم نعم سيدي كما قال مستشارك فاسدة بسبب حشرات تم دسها في الصوف كي يفسدوه.
لقد منحني الصينيون فرصة لمعالجة الأمر ، حيث طلبت غسل الصوف ورشه بالحرور ،
وقلبه كل يوم في الشمس حتى يجف وقد عاد أحسن مما كان عليه.
سيدي هم يمنحون الفاشل فرصا كي يصبح ناجح ونحن يكسرون الناجح ليتحول لفاشل بجلو العلم والتعليم ،
وأعطوا للمعلم مكانة وزير متكاتفون متحدون ومثابرون على عكسنا أيها الرئيس يظمرون المكائد ولا يرتاحون ،
والأن ليخبرنا مستشارك كيف عرف أن البضاعة فاسدة.
تم إيداع المستشار في السجن فهو تلاعب بأمنية وطنية وتعدى على سيادة الوطن ،
بعد أن قاموا باجباره على الإعتراف ، قال إن جمانا هي من دبرت المكيدة له وأنها هددته بالقتل إن لم يلبي طلبها.
ذهبت الشرطة إلى منزل جمانا لكنه كان يحترق كليا وهي واقفة وسط اللهيب تنظر من النافذة ،
وقف سالم وعلا صوته صراخا سيدة جمانا أخرجي من النافذة ما تفعلينه تهور اخرجي ولا تلقي بنفسك إلى التهلكة.
إقرأ أيضا: يحكى أن رجلا كان يعمل في أحد المصانع الكبيرة
قالت جمانا وهي تنظر إليه ياله من شاب شجاع ونزيه رغم ما فعلته به إلا أنه يود مساعدتي ،
فعلا شاب يستحق أن ترفع له القبعة كتقدير واحترام ، ولن أرضى أن أدخل السجن ، الموت افضل لي من الإهانة.
اختفت جمانا بين ألسنة اللهب ووقعت جثة مفحمة.
بعد أن تم اخماد النيران دخل سالم اقترب من جثتها وقال
كنت سيدة راقية وتتمتعين بالدهاء في تجارتك واثبتي جدارتك بين جميع التجار ،
لكنك لم تفوضي أمرك لمقسم الأرزاق سبحانه وتعالى فهو يعطي من يشاء ويمنع عمن شاء ، خسرت الدهاء أمام الذكاء.
عين الرئيس سالم وزيرا للتجارة وحدثت نهضة في عهدته لم يسبق لها مثيل من ازدهار وتطور ورواج ،
حيث شجع الصناعة الداخلية وساعد بالاستثمار المحلي والاستغناء عن الاستيراد من الخارج.
قال هكذا تكون الأمة الواحدة كي تنجح الإخلاص في العمل وحب الوطن.