الخاتم العجيب الجزء الرابع
الخاتم العجيب الجزء الرابع
اهتم جابر بالزراعة والصيد واستغلال ثروات البلاد في تحقيق الإكتفاء الذاتي ، دون الحاجة لاستيراد أي شيء من المملكات الأخرى.
اهتم بتطوير التعليم وتبجيل المعلم ، وجعل المعلم يخضع لعدة امتحانات ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻌﻠﻢ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺟﻴﻞ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻟﻮﻃﻨﻪ ﻭﺑﻨﻲ ﺷﻌﺒﻪ.
ﻣﻀﺖ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭﺭﻭﺍﺟﺎ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ، ﻭأﺻﺒﺤﺖ ﻗﺪﻭﺓ ﻳﺤﺘﺬﻯ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺎﺕ.
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻛﺘﺸﻒ أﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﻴﺔ أﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺧﺘﻼﺱ ﻛﺒﻴﺮ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ، ﺫﻫﺐ ﻣﺴﺮﻋﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﺎﺑﺮ ﻛﻲ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺑﺎلأﻣﺮ.
ﻛﺎﻥ جاﺑﺮ ﻳﺴﺘﺤﻢ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺧﺎﺗﻤﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﺍﻧﺘﻈﺮﻩ ﺍلأﻣﻴﻦ ﻛﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﺎ إﻥ ﺧﺮﺝ ﺣﺘﻰ أﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ.
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ الأمر ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﺍﻛﺘﺸﻔﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ أﻧﻪ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ.
أﻣﺮ ﺟﺎﺑﺮ بأن ﻳﻘﻄﻌﻮا ﺭأﺳﻪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﻮﻻﻱ إﻧﻲ ﺭﺍﺽ ﺑﺤﻜﻤﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺳﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﺧﻴﻚ أﻳﻀﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﻜﻢ.
ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺑﺮ ﻣﺎ ﺩﺧﻞ أﺧﻲ.
أﺟﺎﺑﻪ أﺧﻮﻙ ﻣﻌﺎﺫ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻄﻂ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﺪﺩﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ إﻥ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ.
ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺑﺮ : ﻣﺎ ﺩﻟﻴﻠﻚ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺍﺩﺧﻠﻮ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﺳﺘﺠﺪﻭﻧﻪ ﻳﺨﺒﻰﺀ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺑﻨﻲ ﻛﺒﻴﺮ.
ﺫﻫﺐ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ أﻧﻜﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻦ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻼﻣﻪ ،
ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺐ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻧﺰﻑ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ أﻧﻔﻪ ﻗﺎئلا ﻟﻪ : ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺅ ﻳﺎﺑﻦ أبي؟
أﻣﺮ ﺟﺎﺑﺮ أﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺭأﺱ أﺧﻴﻪ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﺳﻼﺕ الأخ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﺬﻳﺮ أﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ أﺧﻴﻬﻤﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ.
إقرأ أيضا: على سرير بإحدى المشافي كان مستلقيا
ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺠﻼﺩ ﺫﻭ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺣﺎﻣﻼ ﺳﻴﻔﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭأﻣﺎﻣﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺧﺸﺒﻴﻪ ،
ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻌﻮا ﺭأﺱ ﻣﻌﺎﺫ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻘﻄﻊ ﺭأﺳﻪ.
ﻟﻢ ﻳﻬﻀﻢ ﺟﺎﺑﺮ أﻥ ﺍﺧﺎﻩ ﺧﺎﻥ ﺛﻘﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻗﻊ مغميا ﻋﻠﻴﻪ.
ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺒﺮﺕ ﻭأﺻﺒﺤﺖ ﺷﺎﺑﺔ ﻋﺸﺮﻳﻨﻴﺔ تطمئن ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ أﺑﻴﻬﺎ.
ﻫﻨﺪ ﻋﺮﻓﺖ أﻥ ﺟﺎﺑﺮ أﺻﻴﺐ ﺑﺠﻠﻄﺔ ﺩﻣﺎﻏﻴﺔ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﻕ أﺻﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺭﺟﻼﻩ ﺍﺻﻴﺒﺘﺎ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ.
ﺑﻜﺖ ﻫﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺟﻒ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺟﺎﺑﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻘﻮ أﻋﻼﻣﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ،
ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻤﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺣﺰﻥ ﺟﺎﺑﺮ ﻟﻤﺎ ﺣﻞ ﺑﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻣﻮﻻﺗﻲ إﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺑﺎﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ أﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﻮﻻﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﻈﻤﻰ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻼ أﺑﺪﺍ.
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﻨﺪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ إﻧﻲ سأذهب ﻭﻟﻮ ﺍﺿﻈﺮﺭﺕ أﻥ أﺯﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﺎﻱ ﻫﻨﺪ ﺗﻮﺻﻲ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ إﺫ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺍﻋﺘﻨﻲ ﺑﻮﺍﻟﺪﻙ ﻭﺍﻫﺘﻤﻲ ﺑﻪ سأعود ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺀ إﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﺩﻋﺖ ﻫﻨﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ والإخلاص.
ﺟﺎﺑﺮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻲ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ، ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻫﻨﺪ ﺍﻧﻲ ﺭﺍﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻠﻴﺴﺪﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻄﺎﻙ.
ﻃﻠﺐ ﻧﺬﻳﺮ ﻭﻫﻮ الأخ الأوسط ﻟﺠﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺨﺘﻢ أﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﺻﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ،
ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺠﻌﻞ ﺟﺎﺑﺮ ﻳﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ.
إقرأ أيضا: يحكى أن رجلا عجوزا كان يعيش في قرية بعيدة
ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺎﺏ ﻭﺳﻴﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪائرة ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ،
ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻨﻲ ﻭﻋﻴﻮﻧﻪ ﻋﺴﻠﻴﺔ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺣﺎﺩﺓ ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪﺍ.
ﻫﻞ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ؟
إﻧﻪ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺠﺎﺑﺮ ، ﺻﻔﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﻦ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ.
قامت بتربية ﺣﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻩ ﻭﺣﻘﺪ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ.
ﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ صفية ﻗﺼﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﺫ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ إﻥ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻫﻨﺪ ﻇﻠﻤﺎﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻃﺮﺩﻭﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻬﺮﺍ.
ﻗﺎﻟﺖ ﺻﻔﻴﺔ ﻟﺤﺴﺎﻡ أﺭﻯ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻙ ﻭﻗﺪ آﻥ الأوان ﻟﺘﻌﻴﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﺠﺪﻧﺎ.
ﺭﻛﺐ الشاب ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻧﺤﻮ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﺎﺑﺮ.
ﺳﻦ ﻧﺬﻳﺮ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ ﻣﻠﻜﻴﺎ ﻳﺠﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ضرائب ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ﻣﻤﺎ ﺍﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻏﻼﺀ ﺍلأﺳﻌﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ.
ﺍﺻﺒﺢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻣﻬﻤﻼ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ.
ﺍنتشر ﺍﻟﺘﺴﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺲ ﻓﻲ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ، ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻫﻲ الرائجة ﺑﻴﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ،
وأﻫﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﻐﻴﺮ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻤﺎ ﻟﺨﺒﻂ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ وﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ آﺧﺮ ﺍلأﺻﻨﺎﻑ ﻓﻲ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ،
ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ وﺳﻤﺢ باستيراد ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ،
ﻭإﻏﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ بأنواع ﻣﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ كما ﺳﻤﺢ ﺑﻔﺘﺢ الملاهي للسهر.
ﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻞ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ تتآكل بي ﻣﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻨﻬﺐ ﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ وﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭالعجز ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ.
إقرأ أيضا: تقول بعد شربه لقهوته أخذت الفنجان عنه
ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﻧﺬﻳﺮ أﻧﻪ ﻳﺤﻄﻢ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺼﻔﻌﻬﺎ ، ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻭﻃﺮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ،
أما ﺟﺎﺑﺮ فيرى ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺑﺸﺪﺓ.
ﻭﺩﻋﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ أﺑﻮﻫﺎ الذي ﺣﺎﻭﻝ أﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ إﻻ أﻧﻪ أﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﻲ ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻪ ﻭﺭﻗﺔ.
أﻣﺴﻚ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺒﺮ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﺫﻫﺒﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ، وفي الحين ﺫﻫﺒﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﻓﺎﺑﻮﻫﺎ ﺭﻓﺾ أﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﻫﻨﺪ.
ﻭﺻﻠﺖ ﻫﻨﺪ أﻣﺎﻡ ﻧﻬﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ الأخرى،
فقال ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺑﻌﺪ أﻥ ﺗﺤﺴﺲ ﺭﻛﻮﺽ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﻮﻻﺗﻲ إﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻫﺎﺩﻯﺀ ﻭﻣﻴﺎﻫﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻤﻴﻘﺔ.
ﻗﻄﻌﺖ ﻫﻨﺪ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ أﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ أﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺳﺎﺣﺒﺎ إﻳﺎﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ.
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻫﻨﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ باليد ﺣﻴﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ.
ﺑﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ “آﻣﻦ ﻭﺍﺩ ﺟﺮﺍﺭ ﻭﻻ تأمن ﻧﻬﺮﺍ ﻫﺎﺩﻯﺀ”.
ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ ﺗﺘﺮﺻﺪﻫﺎ ﻭأفاعي كبرى ﺗﺘﺤﺴﺲ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ،
إﻧﻬﺎ ﻏﺎﺑﺔ ﺍلأﻓﺎﻋﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺍﻻﺷﺠﺎﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻐﻄﺎﺓ بأﻓﺎﻋﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ.
قجأة ﻭﻗﻔﺖ أﻣﺎﻡ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍلأﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺭأﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺪﻍ.
أﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺗﻌﺰﻑ ﺑﻪ ﻛﻞ ، ﺍلأﻓﺎﻋﻲ ﺗﺘﺮﻧﺢ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺰﻑ ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ﻣﻨﻮﻣﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍلأﻓﺎﻋﻲ ﺗﺮﻗﺺ ،
وﺗﻤﻜﻨﺖ بعد ذلك ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺣﻨﻜﺘﻬﺎ.
ﻭﺻﻠﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﻌﻴﺸﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﺣﺼﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺧﺮﻓﺎﻥ ﻭﻣﺎﻋﺰ ،
ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺛﺮﻭﺓ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻻﺯﻟﺖ ﺗﻐﺪﻕ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ.
ﺩﺧﻠﺖ ﻭﻧﻈﻔﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ وراحت ﺗﺨﻄﻂ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﺬﻳﺮ.
إقرأ أيضا: الأميرة واللؤلؤة الجزء الأول
ﻭﺻﻞ ﺣﺴﺎﻡ إﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭأﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﺨﺘﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺼﺮ إﺫ ﺑﻪ ﻳﺮﻯ ﻣﻴﺎﻫﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ،
ﺭﻛﻦ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭﺷﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻮﻯ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻳﺸﺮﺏ أﻳﻀﺎ.
ﺧﺮﺟﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ وإﺫا ﺑﺪﺏ ﺿﺨﻢ ﻳﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭآﻩ ﺣﺴﺎﻡ ﻓﺼﻮﺏ ﺳﻬﻤﻪ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﺍنطلق ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺭأﺳﻪ ، أﺭﺩﺍﻩ ﻣﻘﺘﻮﻻ.
ﻧﻬﻀﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﺷﺎﻛﺮﺓ ﺣﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ،
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺠﺐ أﻥ أﺿﻤﺪ ﺟﺮﻭﺣﻚ وﺩﺧﻼ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ،
ﻛﻢ ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍلأﺳﻮﺩ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﺎ رمادية مفتوحة ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ.
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻫﻞ ﺗﻌﻴﺸﻴﻦ ﻟﻮﺣﺪﻙ ﻫﻨﺎ.
ﻟﻢ ﺗﺮﺩ إﺧﺒﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﻮﻓﺎ أﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮ إﻟﻰ ﻧﺬﻳﺮ ﻓﻴﻘﺘﻠﻬﺎ ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : إﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺘﻞ أﺑﻮﺍﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺴﻠﻂ ﻭﻳﺴﺠﻦ أﻥ أﺧﺎﻩ ﻓﻲ ﻗﺒﻮ.
ﻗﺎﻝ ﺣﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭأﻧﺎ ﺍﺗﻴﺖ ﻛﻲ أﻧﺘﻘﻢ ﻟﻤﻘﺘﻞ ﺍﺑﻲ ﻭﺍﺳﺘﺮﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻖ عائلتي
ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺣﺴﺎﻡ أﻥ ﻧﺬﻳﺮ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﻤﻪ ، إﻧﻬﺎ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺍﺗﺠﻪ ﺣﺴﺎﻡ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻊ ﺟﻤﻊ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻡ ﺑﺠﻤﻌﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮ ﺑﺮﺣﻴﻞ ﻧﺬﻳﺮ.
اﺗﺠﻪ ﺣﺴﺎﻡ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻊ ﺟﻤﻊ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻡ ﺑﺠﻤﻌﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮ ﺑﺮﺣﻴﻞ ﻧﺬﻳﺮ ،
ﺿﺮﺑﻮﻫﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﻭﻣﻨﻌﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﻜﻦ ﺣﺴﺎﻡ أﺻﺮ.
ﺧﺮﺝ ﻭﻭﻗﻒ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻟﻴﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻗﺎﻝ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﻧﺼﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ،
ﻭإﻻ ﺳﻮﻑ أﺗﻬﻤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ أﻣﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻃﻨﻨﺎ.
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺭﺣﻞ ﻳﺎ ﻓﺎﺳﻖ ﺍﺭحل ﻳﺎ ﻣﺘﺠﺒﺮ.
ﻗﺎﻝ ﻧﺬﻳﺮ ﺍﺭﺣﻠﻮا ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭإﻻ أﻣﺮﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ أﻥ ﻳﺮﻣﻮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎﻡ.
إقرأ أيضا: وما طردناك من بخل ولا قلل لكن خشينا عليكَ وقفةَ الخجل
ﺭﻓﻊ ﻧﺬﻳﺮ ﻳﺪﻩ ﻭﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﻨﺰﻟﻬﺎ ، ﺻﻮﺏ ﺣﺴﺎﻡ ﺳﻬﻤﻪ ﻧﺤﻮ ﺟﺒﻴﻦ ﻧﺬﻳﺮ ﻭﻃﻠﻖ ﺳﻬﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺘﻪ ،
ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﺪﺅﻭا ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺍﺀ ﻛﻞ ﻇﺎﻟﻢ ، ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ.
ﺳﻤﻊ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭأﺻﺒﺢ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ :
ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ جاﺑﺮ ، ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ جاﺑﺮ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺨﺎﺍﺗﻢ ﻳﻠﻤﻊ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺿﻮﺀ أﺧﻀﺮ ﻧﻈﺮ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ،
ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ إﺫ أﻭﺻﺎﻩ أﻻ ﻳﻨﺰﻉ ﺧﺎﺗﻤﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻭأﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻤﻨﻰ ﺷﻲﺀ يأتيه ﻓﺎﻟﺤﻴﻦ.
ﻭﻣﺎ إﻥ ﻧﺰﻉ ﺧﺎﺗﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﺑﺴﻂ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻪ.
ﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻭإﻧﻤﺎ ﺳﺎﻧﻬﺾ ﺑﻨﻔﺴﻲ.
ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﺎﺑﺮ ،
ﻗﺎﻝ ﺣﺴﺎﻡ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﺑﺮ أﻟﻴﺲ ﻧﺬﻳﺮ ﻫﻮ ﻣﻠﻜﻜﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻓﻤﻠﻜﻨﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺬﻳﺮ ﻳﻜﻮﻥ أﺧﺎﻩ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ.
ﻗﺎﻝ حسام: أﻧﺎ جئت إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻻﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﺧﺎﻩ.
ﻗﺎﻟﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ: ﻻ ﻓﺠﺎﺑﺮ ﻳﻜﻮﻥ أﺑﻲ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ أﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻀﺮ لأهل ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ.
ﺧﺮﺝ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﻭﻗﻒ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ، ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺻﺎﺭﻭ ﻳﻬﻠﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ إﻧﻪ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﺟﺎﺑﺮ ،
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻛﺒﺮ إﻧﻪ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﺟﺎﺑﺮ.
ﺣﻤﻞ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺱ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺳﻬﻤﻪ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻮﺑﺎ ﺍﻳﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻠﻚ.
ﺻﺮﺧﺖ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : أﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻚ ﻋﻘﻞ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻤﺎ أﺣﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻧﻈﺮ أﺣﺪﻫﻢ ﻓﺮﺍﻯ ﺣﺴﺎﻡ ﻳﺼﻮﺏ ﺳﻬﻤﻪ ﻧﺤﻮ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻧﻈﺮﻭ ﻫﻨﺎﻙ من ﻳﺮﻳﺪ ﻗﺘﻞ ﻣﻮﻻﻧﺎ ، ﻗﺎﻟﻮ ﻟﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : إﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔ أﺑﻲ ﻭﺍﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻇﻠﻤﺎ إﺫ ﺑﺎﻣﺮﺍﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ أﻧﺖ ﻣﺨﻄﻰﺀ.
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺣﺴﺎﻡ إﺫ ﺑﺎﻣﺮﺍﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺖ؟
إقرأ أيضا: يسير في الطريق كانت الساعة الثالثة عصرا
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ أﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺩﺗﻚ أﻧﺖ ﻭﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﻏﻴﺮﺕ ﻣﻮﻗﻌﻜﻤﺎ بأمر ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺻﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ أﻣﺮﺕ ﺑﻘﺘﻠﻲ ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﻭﺍﺧﻠﻰ ﺳﺒﻴﻠﻲ.
ﻣﺮﺕ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﺆﺭﻗﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺭأﻳﺖ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻫﻨﺪ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﺸﻠﻞ وأنا ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ.